للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٦٣ - حديث (اتخذ خاتماً من فضّة نقشُه محمدٌ رسولُ الله) i.

قال الكرماني: "نقشه" مبتدأ، و"محمد رسول الله" جملة خبره. فإن قلت: أين العائد في الجملة إلى المبتدأ؟ قلت: إذا كان الخبر عن المبتدأ فلا حاجة إلى العائد، هو في تقدير المفرد، أي الكلمة مثلا، كأنه قال: نقشه هذه الكلمة، وإعراب أمثاله يكون بحسب المنقول لا بحسب المنقول إليه"ii.

وقال الحافظ زين الدين العراقي: "قوله "رسولُ الله" صفة لقوله "محمد" لا خبر له، ويكون خبر المبتدأ محذوفاً، أي صاحبه أو مالكه رسول الله"iii.

١٦٤ - حديث (كان أبو طلْحةَ أكثرَ أنصاريّ بالمدينة مالا) iv.

قال الزركشي: "نصب "أكثر" نصب خبر كان، و"مالا" نصبٌ على التمييز".

وقال الكرماني: "فإن قلت: القياس يقتضي أن يقال أكثر الأنصار. قلت: أراد التفضيل على التفصيل، أي أكثر من كل واحد من الأنصار"v.

قوله (وكان أحبّ الأموال إليه بَيْرُحا) .

قال التيمي: "بيرُحا" بالرفع اسم كان، و"أحبَ" بالنصب خبرها، ويحوز العكس"vi.


i١٦٣- مسند أحمد ٣/١٩٨. البخاري. كتاب العلم/ باب ما يذكر في المناولة ١/١٥٥. لبخاري: كتاب اللباس/ باب نقش الخاتم ١٠/٣٢٣.
ii صحيح البخاري بشرح الكرماني ٢/٢٣.
iii أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين، زين الدين العراقي، كان حافظ العصر. من مصنفاته: التقييد والإيضاح على مقدمة ابن الصلاح، تكملة شرح الترمذي. توفي سنة ٨٠٦ هـ. انظر: طبقات الحفاظ للسيوطي ٥٣٩.
iv الحديث عن أنس وفيه (كان أبو طلحة أكثر أنصاريّ بالمدينة مالاً، وكان أحبّ أمواله إليه بيرحاء فقال يارسول الله إن الله تعالى يقول "لن تنالوا البّر حتى تنفقوا مما تحبون" "وإن أحبّ أموالي إليّ بيرحاء وإنها صدقة لله أرجو برّها وذخرها فضعها يارسول الله حيث شئت. فقال: بخ، ذلك مال رابح ... ) . البخاري: كتاب الوكالة ٤/٤٩٣ كتاب الزكاة ٣/ ٣٢٥. مسلم ٧/ ٨٤ فضل النفقة على الأقربين. مسند أحمد ٣/ ١٤١.
v صحيح البخاري بشرح الكرماني ١٠/ ١٤٦.
vi في النسخ "التميمي" والتصويب من شرح الكرماني ٨/ ٤.
والتيمي هو إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي الأصفهاني، الملقب بقوام السنة، من أعلام الحفاظ، كان إماماً في
التفسير والحديث واللغة. من مصنفاته: الجامع في التفسير، الترغيب والترهيب، شرح الصحيحين، إعراب القرآن. وتوفي سنة ٥٣٥ هـ. انظر: الأعلام ١/٣٢٣.