للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٦٥ - حديث (أنّه رأى عبد الرَّحمن بن عَوْف وعليه وضَرٌ من صُفْرة، فقال: مَهْيَم) i.

قال أبو البقاء: " [مهيم] هو اسم للفعل، والمعنى ما يمّمْت، أي ماقصدت؟ وقيل تقديره ما وراءك؟ " ii انتهى.

وقال ابن الجوزي: "معناه ما حالك؟ " iii.

وقال ابن مالك في التوضيح: "مهيم" اسم فعل بمعنى أخبرني"iv.

وقيل هي كلمة يمانية v

وفي حديث البخاري في قصة إبراهيم وسارة "فأتته وهو قائم يصلى، فأومأ بيده مهيا"vi وفي رواية ابن السكن vii: "والقياس مَهْين بالنون بدلاً من الميم".

قال الزركشي: "وكأنه لما سمعه منوّناً ظن التنوين نوناً".

١٦٦ - حديث "فرأيت الماء ينبعُ من تحت أصابعه حتى توضؤوا مِنْ عند آخرهم" viii.

قال العلامة شمس الأئمة الكرماني في شرح البخاري: "حتى" للتدريج. و"من" للبيان، أي توضأ الناس، حتى توضأ الذين هم عند آخرهم وهو كناية عن جميعهم. و"عند" بمعنى في. لأن "عند" وإن كانت للظرفية الخاصة، لكن المبالغة تقتضي أن تكون لمطلق الظرفية، فكأنه قال الذين هم في آخرهم"ix.

وقال النووي: "مِنْ" في "مِنْ عند آخرهم" بمعنى إلى، وهي لغة.


i البخاري- كتاب مناقب الأنصار ٧/ ١١٢- مسند أحمد ٣/ ١٩٠.
ii إعراب الحديث النبوي رقم ٣٩.
iii عبد الرحمن بن علي بن محمد القرشي البغدادي أبو الفرج علامة عصره في التاريخ والحديث له مصنفات كثيرة منها: تلبيس إبليس، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، صيد الخاطر، جامع المسانيد. توفي سنة ٥٩٧ هـ.
iv شواهد التوضيح ٢١٦.
v الفائق للزمخشري ٤/ ٦٥.
vi البخاري- كتاب الأنبياء، والرواية فيه "مهيم" قال ابن حجر ٦/ ٣٩٤: في رواية المستملي "مهيا" وفي رواية ابن السكن "مهين" بنون وهي بدل الميم، وكان المستملي لما سمعها بنون ظنها نون تنوين. ويقال: إن الخليل أول من قال هذه الكلمة ومعناها: ما الخبر؟.
vii سعيد بن عثمان بن السكن البغدادي، من حفاظ الحديث، نزل بمصر وتوفي بها سنة ٣٥٣ هـ. انظر: الأعلام ٣/٩٨.
viii عن انس وأوله (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحانت صلاة العصر، فالتمس الناس الوضوء فلم يجدوه ... ) البخاري- كتاب الوضع- باب التماس الوضوء إذا حانت الصلاة- فتح الباري ١/ ٢٧١.
ix صحيح البخاري بشرح الكرماني ج٣ ص ٥.