للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الشيخ بهاء الدين بن النحاس في التعليقة: "هذا الاسم المنصوب يشبه المنادى وليس بمنادى، وهو منصوب بفعل مضمر لا يجوز إظهاره، كما لم يجز ظهوره مع المنادى، وموضع هذا الإسم مع الفعل الناصبة نصب على الحال، لأنه لما كان في التقدير: إنّا أخصّ أو أعني، فكأنه قال إنّا نفعل كذا مخصوصين من بين الناس أو معنيين، فالحال من فاعل نفعل لا من اسم إنّ، لئلا يبقى الحال بلا عامل، وأكثر الأسماء دخولاً في هذا الباب (بنو فلان) نحو:

نَحْنُ بَني ضَبَّةَ أَصْحابُ الجَمَلْ

و (مَعْشَر) مضافة نحو "إنّا معاشِرَ الأنبياء لا نُورث"١، وإنَّا معاشِرَ الصعَّاليكِ لا طاقةَ لنا بالمروءة، وأهلُ البيت نحو "رَحْمَةُ الله وبركاتُه عَليكُم أهل البَيت"٢ و (آلُ فلان) نحو قولهم: نحْنُ آلَ فلانٍ كُرَماء"٣ انتهى.

وقال الشيخ جمال الدين بن هشام٤ في تذكرته من ألغاز باب الإبتداء:

نَحْنُ بَناتِ طارقْ ... نَمشى على النَّمارِقْ٥

(بَناتِ) بالنصب على الإختصاص، والخير نمشي.

٣٩- حديث "أما إِنَّكَ لَوْ سَكَتَّ لناولتني ذراعاً فَذِراعاً ما سَكَتَّ".

قال الطيّبي في شرح المشكاة٦: "الفاء فيه للتعاقب، كما في قوله (الأمثل فالأمثل) ٧.

و (ما) في (ما سكتّ) للمدة".


١مسند أحمد ٢/٤٦٣.
٢ هود: ٧٣.
٣ قال سيبويه:" وأكثر الأسماء دخولاً في هذا الباب بنو فلان، ومعشر مضافة، وأهل البيت، وآل فلان ". الكتاب ٢/ ٢٣٦ (بتحقيق هارون) .
٤ جمال الدين عبد الله بن يوسف بن هشام الأنصاري، العلامة المشهور، له مصنفات كثيرة منها: أوضح المسالك، شذور الذهب، مغني اللبيب، التذكرة. توفى سنة ٧٦١ هـ. انظر: بغية الوعاة ٢/٦٨.
٥ من رجز لهند بنت طارق بن بياضة الإِيادية قالته في حرب الفرس لإِياد، وتمثلت به هند بنت عتبة يوم أحد. انظر: الروض الأنف ٥/ ٤٥٥.
٣٩- الحديث عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" أهديت له شاة فجعلها في القدر فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما هذا يا أبا رافع؟ فقال: شاة أهديت لنا يا رسول الله فطبختها في القدر. فقال: ناولني الذراع يا أبا رافع. فناولته الذراع. ثم قال: ناولني الذراع الآخر، فناولته الذراع الآخر. ثم قال: ناولني الذراع الآخر. فقال: يا رسول الله إنما للشاة ذراعان. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما أنك لو سكتّ لناولتني ذراعاً فذراعاً ما سكتّ..." مسند أحمد ٦/ ٣٩٢. مشكاة المصابيح ١/٥٧.
٦ شرح المشكاة للطيبي مجلد (ورقة ٢٠٠) .
٧ مسند أحمد ١/١٧٢، ١٧٤.