للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقول عمر بن أبي ربيعة:

عَجَبا ما عَجبْتُ ممّا لو ابْصَر ... ْتَ خَليلي ما دُونه لَعجِبْتا

لمقالِ الصًّفِيِّ فِيمَ التَجنّي ... ولما قد دعوتَنا وهَجَرْتا ١

وفي عدول حسّان عن (علام يقوم يشتمني) وعدول عمر عن (ولماذا) مع إمكانهما دليل على أنهما مختاران لا مضطران٢

٦٦- حديث "ولا تَنْقُشُوا في خَواتيمكم عربي".

قالت أبو البقاء٣: "إنما رفع (عَربي) لأنه حكاية لقوله (محمد رسول الله) فهو على الحكاية. أي لا تنقشوا ما صورته عربي".

قلت: رواه النسائي٤ بلفظ (عربياً) بالنصب. ويمكن أن يكون في رواية أحمد منصوباً، ولكنه كتب بغير ألف، كما قدرناه في موضع آخر من هذا الكتاب.

٦٧- حديث "وايم الذي نَفْسي بيده لو رَأَيْتم ما رَأَيتُ لَضحِكْتُم قليلاً ولَبكيتم كثيراً".

قال ابن يعيشْ في شرح المفصل٥: " (اَيْمُن الله) اسم مفرد موضوع للقسم مأخوذ من اليمن والبركة، كأنهم أقسموا بيمن الله وبركته، وهو مرفوع بالابتداء وخبره محذوف للعلم به، كما كان كذلك في لَعَمْرُ الله. وتقديره: آيْمن الله قسمي أو يميني ونحوهما. وفتحت الهمزة منه لأنه غير متمكن، لا يستعمل إلا في القسم وحده، فضارع الحرف بقلة تمكنه، ففتح تشبيهاً بالهمزة اللاحقة لام التعريف، وذلك فيه دون بناء الاسم لشبه الحرف، ويؤكد


١ ديوان عمر بن أبىِ ربيعة ص ٧٣ طبعة صادر.
٢ مذهب ابن مالك أن الضرورة هي ما ليس للشاعر عنه مندوحة وهدا نحالف لمذهب الجمهور في الضرورة وأنها ما وقع في الشعر دون النثر سواء كان عنه مندوحة أو لا وقد نقل البغدادي الردّ على ابن مالك في هذا الرأي في خزانة الأدب ١/ ٣٠-٣٤.
٦٦- عن أنس "لا تستضيئوا بنار المشركين ولا تنقشوا في خواتيمكم عربياً". مسند أحمد ٣/ ٩٩. أما رفع (عربي) فهي رواية جامع المسانيد لابن الجوزي التي أعتمد عليها العكبري في الِإعراب. انظر: تخريج الحديث من جامع المسانيد- في حاشية إعراب الحديث للعكبري- رقم الحديث ٣٢.
٣ إعراب الحديث للعكبري رقم ٣٢.
٤ سنن النسائي ٨/١٧٧.
٦٧- الحديث عن أنر، وتكملته... قالوا:" يا رسول الله وما رأيت؟ قال: رأيت الجنة والنار". مسند أحمد ٣/ ١٠٢.
٥ شرح المفصل لابن يعيش ٩/٩٢.