للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حال هذا الاسم في مضارعته الحرف أنهم قد تلاعبوا به فقالوا مرة اَيْمُن الله، بالفتح، ومرة اِيمُن الله بكسر الهمزة، ومرة اَيْمُ الله بحذف النون، ومرّة اِيمُ الله بالكسر، ومرة مُ الله، ومرة مَ الله، ومرة مُنِ ربي، ومرة مُنُ ربي"١.

وقال في النهاية٢: " (ايمُ الله) من ألفاظ القسم، كقولك: لَعمُر الله وعَهْدُ الله. وفيها لغات كثيرة: وتفتح همزتها وتكسر، وهمزتها همزة وصل، وقد تقطع". انتهى.

٦٨- حديث "إنه أنزلت عليَّ آنفا سورة" وفي حديث جرير "ذكرك آنفا".

قال أبو البقاء٣: " (آنفا) منصوب على الظرف، تقديره ذكرك زماناً آنفا، أي قريباً من وقتنا، حذف الموصوف وأقام الصفة مقامه. ويجوز أن يكون حالاً من ضمير الفاعل، أي ذكرك مستأنفاً لذكرك. ومنه قوله تعالى: {مَاذَا قَالَ آنِفاً} " ٤. انتهى.

ومثله حديث "إلاّ الدَّيْن سارَّني به جبريلُ آنفا" ٥. وحديث "هل قرأَ أَحدٌ منكم معي آنفا" ٦ وحديث "عرضت علي الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط" ٧.

وقال أبو حيان٨: " (آنفا) منصوب على الحال، تقديره مؤتنفاً مبتدئاً. قالَ: وأعربه الزمخشري٩ ظرفاً، أي الساعة، ولا أعلم أحداً من النحويين عدّه من الظروف". انتهى.


١ في القاموس المحيط مادة (يمن) : أَيْمن الله وأيمُ الله وبكَسر أولها وأَيْمَنُ الله بفتح الميم والهمزة وتكسر, واِيمِ الله بكسر الهمزة والميم، وقيل ألفه ألف وصل، وهيْمُ الله بفتح الهاء وضم الميم، وأم الله مثلثة الميم، وإِم الله بكسر همزة وضم الميم وفتحها، ومُن الله بضمّ الميم وكسر النون، ومُن الله مثلثة الميم والنون، ومُ الله مثلثة , ولَيْمُ الله، ولَيْمنُ الله اسم وضع للقسم. والتقدير ايمُنُ الله قسمي.
٢ النهاية في غريب الحديث والأثر ٥/ ٣٠٢. وانظِر الإنصاف مسألة ٥٩.
٦٨- حديث أنه في مسند أحمد ٣/١٠٢ وحديث جرير في مسند أحمد ٤/٣٥٩.
٣ إعراب الحديث رقم ٩٦.
٤ سورة محمد: آية ١٦. قال أبو البقاء: (آنفا) ظرف أي وقتاَ مؤتنفا. وقيل هو حال من الضمير في قال، أي مؤتنفاً إملاء ما منَ به الرحمن ٢/٢٣٧.
٥ عن عبد الله بن جحش أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال:" يا رسول الله ماذا لي إن قتلت في سبيل الله؟ قال: الجنة. فلما ولَّى قال إلاّ الذين، سارني به جبريل آنفا" مسند أحمد ٤/١٣٩،١٤٠.
٦ مسند أحمد ٢/٢٨٤.
٧ مسند أحمد ٣/١٦٢.
٨ البحر المحيط ٨/٧٩.
٩ تفسير الكشاف ٣/ ٥٣٤.