قلت: وعندي من هذه الكتب أكثرها، وقد انتفعتُ به بتوفيق الله تعالى انتفاعًا لا أستطيع أن أؤدي شكره، ووقفتُ على بعض هذه الكتب في سفر الحجاز والتقطت منه بعض الفوائد.
وله - رحمه الله - تصانيف غير ما ذكرنا لا تحصَى كثرة، ولكن عزَّ وجودُها في هذا الزمان، ونسجت عليها عناكب النسيان، وغابت عن العيان، ودرجت في خبر كان، لمفاسد وتعصبات من أبناء الزمان، وقلة مبالاةٍ بها من أُسَراء التقليد.
وظنِّي أن من كان عنده تصانيف هذا الحبر العظيم الشأن الرفيع المكان، أو تصنيف شيخه العلامة الإمام ناصر الإسلام ابن تيمية درة معدن الحران (١)، أو تصنيف شيخنا وبركتنا القاضي محمد بن علي الشوكاني شمس فلك الإيمان، أو تصانيف السيد العلامة محمد بن إسماعيل الأمير اليماني غرة جبهة الزمان، شملهم رحمة ربنا الرحمن في الآخرة وخصهم الله تعالى بنعيم الرضوان والجنان= لكفى لسعادة دنياه وآخرته، ولم يحتج بعد ذلك إلى تصنيف أحدٍ من المتقدمين والمتأخرين في درك الحقائق الإيمانية إن شاء الله تعالى، والتوفيق من الله المنان وبيده الهداية وهو المستعان.
* * *
وكان أبو ابن القيم أبو بكر بن أيوب متعبدًا قليل التكلف. سمع على الرشيد العامري وحدث عنه، توفي في ذي الحجة سنة ٧٢٣.
وأما ولد الحافظ ابن القيم إبراهيم بن محمد فمولده سنة ٧١٦، أحضر