كل هذا فيه شيء من التعارض، نعم، هنا يقول:((فإني أنتظركما هاهنا)): يعني بالمحصب، قالت: فخرجنا فأهللت ثم طفت بالبيت وبالصفا والمروة: يعني اعتمرت عمرة كاملة.
فجئنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو في منزله من جوف الليل، قال:((هل فرغت؟ ))، قلت: نعم، فآذن في أصحابه بالرحيل، فخرج فمر بالبيت فطاف به قبل الصبح: يعني أنه أخر طواف الوداع إلى مجيئها.
فخرج فمر بالبيت فطاف به قبل صلاة الصبح، ثم خرج إلى المدينة: وهل طافت معه للوداع أو اكتفت بطواف العمرة؟
البخاري فهم من النصوص المجتمعة وبما أخرجه غير هذه الرواية، فهم أنها لم تطف للوداع، وأن المعتمر إذا طاف كفاه عن الوداع ولو تعقبه سعي.
ثم خرج إلى المدينة.
قال: حدثني يحي بن أيوب قال: حدثنا عباد بن عباد المهلب قال: حدثنا عبيد الله بن عمر عن القاسم بن محمد عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: منا من أهل بالحج مفرداً، ومنا من قرن، ومنا من تمتع.
قال: حدثنا عبد بن حميد أخبرنا محمد بن بكر قال: أخبرنا ابن جريج قال: أخبرني عبيد الله بن عمر عن القاسم بن محمد قال: جاءت عائشة حاجة.
وحدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال: حدثنا سليمان يعني بن بلال عن يحي وابن سعيد عن عمرة قالت: سمعت عائشة -رضي الله عنها- تقول: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لخمس بقين من ذي القعدة ولا نرى إلا أنه الحج، حتى إذا دنونا من مكة أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من لم يكن معه هدي: أمر من لم يكن معه هدي إذا طاف بالبيت وبين الصفا والمروة .. : هناك في أول الأمر بسرف مجرد عرض ((من أحب منكم))؛ وذلك لتخفيف الوقع على نفوسهم، تخفيف وقع هذا الأمر على نفوسهم؛ لأنهم يرون أن العمرة في أشهر الحج لا تجوز.
في أول الأمر قال:((من أحب فليفعل)): يعني بالتدريج، ثم هنا أمر.