فكنت أفتي الناس بذلك في إمارة أبي بكر وإمارة عمر، فإني لقائم بالموسم إذ جاءني رجل فقال: إنك لا تدري ما أحدث أمير المؤمنين في شأن النسك، فقلت: أيها الناس، من كنا أفتيناه بشيء فليتئد، فهذا أمير المؤمنين قادم عليكم فبه فأتموا، فلما قدم قلت: يا أمير المؤمنين، ما هذا الذي أحدثت في شأن النسك، قال:"إن نأخذ بكتاب الله فإن الله -عز وجل- قال:{وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ} [(١٩٦) سورة البقرة]، وإن نأخذ بسنة نبينا -عليه الصلاة والسلام- فإن النبي -عليه الصلاة والسلام- لم يحلَّ حتى نحر الهدي": هل يخفى على عمر -رضي الله عنه- أن النبي -عليه الصلاة والسلام- أمر الصحابة أن يجعلوها عمرة؟
طالب:. . . . . . . . .
نعم، ولا يخفى عليه مثل هذا، لكنه حمله على الخصوصية كما في حديث أبي ذر. فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يحل حتى نحر الهدي.
ثم قال: وحدثني إسحاق بن منصور وعبد بن حميد قالا: أخبرنا جعفر بن عون قال: أخبرنا أبو عميس عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثني إلى اليمن، قال: فوافقته في العام الذي حج فيه: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثني إلى اليمن .. قال: فوافقته في العام الذي حج فيه: يعني نزل أبو موسى من اليمن إلى مكة في العام الذي حج فيه النبي -عليه الصلاة والسلام- حجة الوداع.
فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((يا أبا موسى، كيف قلت حين أحرمت؟ )) قال: قلت: لبيك إهلالاً كإهلال النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال:((هل سقت هدياً؟ )) فقلت: لا، قال:((فانطلق فطف بالبيت وبين الصفاء والمروة، ثم أحل))، ثم ساق الحديث بمثل حديث شعبة وسفيان: أبو موسى عنده حجة على فتياه تلقاها من النبي -عليه الصلاة والسلام- بدون واسطة.