ثم بعد ذلك قال: حدثنا هداب بن خالد، قال حدثنا همام، قال حدثنا قتادة أن أنساً -رضي الله عنه- أخبره أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اعتمر أربع عمر كلهن في ذي القعدة، إلا التي مع حجته، عمرة من الحديبية: يعني التي صد عنها، أو زمن الحديبية: التي صد عنها، وحسبت عمرة، وهي الفتح الحقيقي في ذي القعدة، وعمرةً من العام المقبل: يعني عمرة القضاء في ذي القعدة أيضاً، وعمرة من جعرانة، حيث قسم غنائم حنين في ذي القعدة، وعمرة مع حجته: أيضاً في ذي القعدة، باعتبار الإحرام باعتبار الحال، وإن كان أداؤها في ذي الحجة، والعبرة عند أهل العلم بالحال، العبرة بالحال، يعني لو أحرم في آخر شعبان وأدى العمرة في رمضان عمرته شعبانية، ولو أحرم في آخر لحظة من رمضان وأدى العمرة في شوال عمرته رمضانية، وعلى هذا تكون العمرة التي مع حجته في القعدة حكماً.
جميع عمر النبي -عليه الصلاة والسلام- في هذا الشهر، وهو من أشهر الحج، وهو من الأشهر الحرم، ولذا توقف ابن القيم -رحمه الله تعالى- في تفضيل عمرة رمضان على عمرة الأشهر الحرم، توقف ابن القيم في تفضيل عمرة رمضان على عمرة الأشهر الحرم.
طالب: كأنه يقول هنا وعمرة مع حجته؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- دخل بعد أربع أيام مضين من ذي الحجة.
لكن متى أحرم؟
طالب:. . . . . . . . .
الإحرام، نعم.
حدثنا محمد بن المثنى حدثني عبد الصمد، قال حدثنا همام، قال حدثنا قتادة، قال: سألت أنساً، كم حج رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال:"حجة واحدة، واعتمر أربع عمر"، ثم ذكر بمثل حديث هداب.
وحدثني زهير بن حرب، قال حدثنا الحسن بن موسى، قال أخبرنا زهير، عن أبي إسحاق قال: سألت زيد بن أرقم، كم غزوت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال:"سبع عشرة" غزوة.
قال وحدثني زيد بن أرقم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غزا تسع عشرة: وهذا على حسب علمه وإلا فغزوات النبي -عليه الصلاة والسلام- أكثر من ذلك، بلغت إلى خمس وعشرين.
قال: وحدثني زيد بن أرقم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غزا تسع عشرة، وأنه حج بعد ما هاجر حجة واحدة حجة الوداع: يعني لم يحفظ أنه حج بعد هجرته إلا مرة واحدة.