أهل العلم يرون أن قلة الرواية عن الأئمة؛ أن لهم أتباع يحفظون عنهم علمهم، الأئمة الذين لهم أتباع علمهم لا يخشى عليه من الضياع، فيُحرص على علم غيرهم ممن لا تابع له، هذا السبب، وليس سببه القدح في هؤلاء الأئمة، الكلام في أبي حنيفة معروف عند أهل العلم، لكن هذا هو السبب الحقيقي في عدم الرواية، أو عدم الإكثار من الرواية عن بعض الأئمة الكبار في الصحيحين.
البخاري قال: قال: ابن إدريس -أحياناً يقول- قال ابن إدريس في أكثر من موضع، وهو كلام يعني فقه، ما هو برواية، ويختلفون هل يريد به محمد بن إدريس الشافعي، أو عبد الله بن إدريس الأودي، المقصود أنه يختلفون فيه، والذي يغلب على الظن أنه يريد الشافعي؛ لأن هذه الأقوال توافق قول الإمام الشافعي، وأما إذا قال الإمام البخاري:"قال بعض الناس": كثير من الشراح يستروح إلى أن المراد به أبو حنيفة، قال بعض الناس: وألف في هذا رسالة، رفع الالتباس، وتبين أنه غير مطرد، قد يريد أبا حنيفة، وقد يريد غيره، والأكثر أن هذه الأقوال المنسوبة لبعض الناس توافق رأي أبي حنيفة، على كل حال هذه المسائل تحتاج إلى وقت لتجليتها، وتحتاج إلى استقراء لهذه الكتب.
حدثنا أحمد بن حنبل ومحمد بن المثنى قالا: حدثنا عبد الله بن نمير ح وحدثنا سعيد بن يحيى الأموي قال: حدثني أبي قالا جميعاً: حدثنا يحيى بن سعيد عن عبد الله بن أبي سلمة عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه: يعني عبد الله بن عمر، قال:"غدونا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من منىً إلى عرفات، منا الملبي ومنا المكبر": التلبية باعتبارهم متلبسين بالإحرام، والمتلبس بالإحرام يلبي، ما لم يرمِ الجمرة، أو يرى البيت في العمرة، والوقت وقت تكبير؛ الوقت وقت تكبير أعني عشر ذي الحجة مع أيام التشريق، وقت للتكبير.