وحدثني محمد بن حاتم وهارون بن عبد الله ويعقوب الدورقي قالوا: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن عمر بن حسين عن عبد الله بن أبي سلمة عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: "كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غداة عرفة، فمنا المكبر، ومنا المهلل، فأما نحن فنكبر، قلت: والله لعجباً منكم: يعني تقتصرون على الموقوف، ولا تسألون عن المرفوع إلى النبي عليه الصلاة والسلام؟
قلت: والله لعجباً منكم، كيف لم تقولوا له: ماذا رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصنع؟: لأنه هو الأسوة، وهو القدوة، نعم عملهم شرعي بإقراره -عليه الصلاة والسلام-، نعم، عملهم شرعي؛ لأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- يسمعهم ويقرهم، لكن عمله -عليه الصلاة والسلام- لا شك أنه أكمل.
وحدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن محمد بن أبي بكر الثقفي أنه سأل أنس بن مالك وهما غاديان من منى إلى عرفة: كيف كنتم تصنعون في هذا اليوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كان يهل المهل: يعني يلبي، فلا ينكر عليه، ويكبر المكبر منا فلا ينكر عليه".
وحدثني سريج بن يونس قال: حدثنا عبد الله بن رجاء عن موسى بن عقبة قال: حدثني محمد بن أبي بكر قال: قلت لأنس بن مالك غداة عرفة: "ما تقول في التلبية هذا اليوم؟ " قال: "سرت هذا المسير: يعني يسأل عن مثل هذا، لماذا؟ لأنه وجد من يقول: إن التلبية تقطع بعد صلاة الصبح من يوم عرفة، نعم، تقطع بعد صلاة الصبح من يوم عرفة، وما الذي يحل محلها؟
التكبير، التكبير المقيد، وإلا التكبير المطلق مستمر من أول العشر، والتكبير المقيد منهم من يرى عدم مشروعيته باعتبار أنه لم يثبت فيه خبر مرفوع، ومنهم من يرى أنه مشروع، وبالغ الحسن البصري -رحمه الله تعالى- فقال: "المسبوق إذا سلم الإمام يكبر مع الناس، ثم يأتي بما سبق به"!! قول غريب وإلا ما هو بغريب؟ يعني هذا يجعل في مقابل من يقول: إنه بدعة، التكبير المقيد بدعة، ليس له أصل، يعني يجعل في مقابله هذا القول، والقول الوسط عند أهل العلم أنه ثابت عن سلف هذه الأمة، وهو عمل متوارث من السلف إلى الخلف.