قال حدثني محمد بن حاتم بن ميمون، حدثنا روح بن عبادة، قال حدثنا صخر بن جويرية، عن نافع أن ابن عمر كان يرى التحصيب سنة: ويرجح كونه سنة قصد أبي بكر وعمر له؛ لأنه كان مجرد فعل النبي -عليه الصلاة والسلام- ولا تبعه على ذلك إلا ابن عمر وخالفه كبار الصحابة قلنا بقول عائشة وابن عباس أنه ليس بسنة، إنما كان أسمح لخروجه، يقصده النبي -عليه الصلاة والسلام-، وينزل فيه، وينزل وهو وأبو بكر وعمر -ينزلون الأبطح- فهذا مرجح لقول ابن عمر، ولو كان ابن عمر وحده وخالفه في ذلك كبار الصحابة كبقية ما يصنعه ابن عمر من اتباع الآثار ما يوافق ابن عمر على هذا، لكن هنا قال: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر كانوا ينزلون الأبطح، هل نقول: أن هذا كان أسمح لخروجهم وخروج النبي -عليه الصلاة والسلام- وخروج أبي بكر وخروج عمر كلهم من مخرج واحد؛ لأنهم يقصدون جهةً واحدة؟ يعني عندنا ابن عمر يقول سنة؛ نزله النبي -عليه الصلاة والسلام-، ونزله أبو بكر ونزله عمر، وماذا بعد هذا؟
ابن عباس يقول: ليس بسنة، عائشة تقول: ليس بسنة، وسيأتي من حديث أبي رافع أن النبي -عليه الصلاة والسلام- لم يقل له انزل في الأبطح، وإنما قال: بعثني فضربت له قبةً بالأبطح، يعني من غير أمره -عليه الصلاة والسلام-، فهذا يرجح القول الثاني، يعني كون أبي بكر وعمر يوافقون على هذا ويقصدونه يدل على أنه مقصود ومرجح، يعني بمَ نرد أفعال ابن عمر في تتبعه الآثار؟ حتى إنه كان يكفكف دابته كما قال ابن عبد البر لتقع أخفافها على مواطئ دابة النبي -عليه الصلاة والسلام-؟! هل هذا يتعبد به؟ وفعل أشياء قريبة من هذا، وله شواذ -رضي الله عنه وأرضاه- والباعث عليها حرصه على الاتباع، لكن لا يكفي الحرص وحده، الحرص وحده لا يكفي، فما خالفه فيه كبار الصحابة تركناه، واتبعنا كبار الصحابة.