وأضاف: نحن نحترم علماءنا ونقدرهم ونبجلهم، ومع ذلك نطلب منهم مناقشة هذا الموضوع، وسماع الآراء المختلفة حوله، فلعل تحديث الفتوى فيه يخدم مصلحة الإسلام والمسلمين، ومن جهته رفض مفتي المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء عبد العزيز آل الشيخ في اتصالٍ به مع الحياة التعليق على هذا الاجتهاد، لعدم اطلاعه على توصيات الملتقى، وكانت كبار هيئة العلماء أجازت توسيع منطقة الجمرات، وتكبير الشاخص نهاية موسم الحج الماضي، بعدما قضى عشرات من الحجاج بسبب الزحام في هذه المنطقة.
يقول: ورأى عالم دينٍ سعودي التوقف في إصدار فتوى بجواز رمي الجمرات قبل الزوال حتى ينتهي مشروع توسيع منطقة الجمرات الذي أفتت به أو أذنت به هيئة كبار العلماء، وانتهت المرحلة الأولى من تنفيذه هذا العام، فربما يكفي لمعالجة التزاحم عند الجمرات معالجة كلية.
أما بالنسبة للقول المشار إليه، وهو جواز الرمي قبل الزوال في أيام التشريق فهو ليس ببدعٍ من القول، وهو موجود عند المتقدمين، يقول به عطاء وطاووس وجمعٌ من التابعين؛ لكن عامة أهل العلم على خلافه، الأئمة الأربعة وأتباعهم كلهم على أن الرمي إنما يكون بعد الزوال في أيام التشريق؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- وصحابته الكرام كانوا يتحينون الزوال، يعني يتنظرونه، وهذا الانتظار مع كثرة الجموع وصعوبة التنقل في وقتهم، ليس مثل وقتنا الآن كل شيء متيسر، هذا التحين له دلالته، لا يعني أنه مجرد فعل، بل قصدٌ للفعل مع قوله -عليه الصلاة والسلام-: ((خذوا عني مناسككم)) أجاز أبو حنيفة للحاجة الرمي يوم النفر الأول قبل الزوال، وأقول: إن الحاجة لن تندفع بهذه الفتوى، والزحام سوف يبقى زحام، سواءٌ قلنا: بالرمي قبل الزوال أو من بعد الفجر، أو من طلوع الشمس، المتعجل متعجل، من طبعه العجلة يستمر طبعه العجل، فالمقتلة التي تكون بعد الزوال مباشرة تنتقل إلى أن تكون بعد طلوع الشمس مباشرة، ولذا هؤلاء المتعجلون المزدحمون الذين ضيقوا على أنفسهم وعلى غيرهم لو تأخروا قليلاً لانفرجت المسألة.