" ((ولجعلت لها باباً يدخل الناس منه، وباباً يخرجون منه)) قال: فأنا اليوم أجد ما أنفق" يقول ابن الزبير: أنا أجد، هذا جزء من العلة، "فأنا اليوم أجد ما أنفق، ولست أخاف الناس" بمعنى أنه يخاف عليهم من الردة، "ولستُ أخاف الناس" يعني أن يرتدوا، قال فزاد، يعني ارتفعت العلة بجزئيها، ولا يوجد ما يمنع من تنفيذ ما أراده النبي -عليه الصلاة والسلام-، قال:"فزاد فيه خمس أذرع من الحجر، حتى أبدى أساً نظر الناس إليه" وفي رواية أخرى: العدول، "نظر الناس إليه" يعني من قواعد إبراهيم -عليه السلام-، "فبنى عليه البناء، وكان طول الكعبة ثماني عشرة ذراعاً" يعني تسعة أمتار، يعني يقارب ثلاثة أدوار من بيوت الناس، "فلما زاد فيه استقصره" رأى الثماني عشر ذراع التسعة أمتار قصيرة، وهو يريد أن يعظم هذا البيت في ارتفاعه، "فزاد فيه في طوله عشر أذرع، وجعل له بابين أحدهما يُدخل منه، والآخر يخرج منه، فلما ... " إلى آخره، المقصود أن ابن الزبير زاد، هل نقول: أن هذه الزيادة جائزة وإلا غير جائزة؟ يعني لو زاد في أطوالها في طولها وعرضها يجوز وإلا ما يجوز؟ لا يجوز، لا يجوز أن يزيد في طولها وعرضها، يعني المسطح على الأرض؛ لكن في الارتفاع زاد، ولا أحد أنكر عليه حتى خصومه من بني أمية ما أنكروا عليه، كان هذا بمحضر من الصحابة، وخيار الأمة من التابعين، فما أنكر عليه، "فلما زاد فيه استقصره، فزاد في طوله عشر أذرع، وجعل له بابين" مقتضى القياس السابق لابن الزبير قياس البيوت على بيت الله -جل وعلا- أو العكس، هل نقول: أنه يستحب للإنسان أن لا يزيد عن ثماني عشرة ذراع لئلا يكون بيته أرفع من بيت الله، يعني يبني ثلاثة أدوار فقط، ولا يزيد عليها؟ لأن هذا يلمح من كلام ابن الزبير أيها الإخوان السابق، يلمح من كلامه السابق.
طالب:. . . . . . . . .
يرى أن بيت الله أعظم من بيوت الناس، فكل ما يقتضي التعظيم فبيت الله أحق به، والارتفاع لا شك أنه فيه تعظيم، ولذلك زاد فيه لما استقصره.