قال:"حدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن سُمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:((العمرة إلى العمرة)) " وجاء أيضاً: ((الصلوات الخمس، ورمضان إلى رمضان، والجمعة إلى الجمعة، والعمرة إلى العمرة، كفارة لما بينهما)) والشرط جاء ذكره في روايات أخرى: ((ما اجتنبت الكبر)) ((ما لم تغشَ كبيرة))، ((والحج المبرور ليس جزاء إلا الجنة)) العمرة إلى العمرة كفارة، وفي هذا الحث على تكرار العمرة، ((العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما)) فهذا فيه الحث على تكرار العمرة، الإمام مالك -رحمه الله- يكره تكرار العمرة في العام الواحد، يعني ما يعتمر إلا في كل سنة مرة، ومع عدا ذلك يكرهه؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- ما اعتمر في سنةٍ مرتين، ومنهم من يكره التكرار في الشهر، ومنهم من يجعل الفاصل اسوداد الشعر، وعلى كل حال هذا الحديث دليل على التكرار، وأنه لا حد في ذلك، وعمرة عائشة من التنعيم بعد عمرتها التي مع حجتها، وليس بينهما إلا أيام دليلٌ على التكرار من غير تحديد، شريطة أن لا تعوق هذه العمرة عما هو أهم منها وأفضل وأوجب، يعني المسألة مسألة موازنة بين قربات، فلا يعتمر، يكرر العمرة، يخرج من مكة ويكرر العمرة ويضيع واجبات، هذا مفروغٌ منه، أيضاً لا يضيع مندوبات أفضل منها، هذا مفروغٌ منه، لكن إذا ترك مندوبات أقل منها يعتمر، إذا لم تتعارض مع مندوبات أخرى كذلك، يعني قد يقول قائل: اجلس واقرأ قرآن، اجلس في المسجد واقرأ قرآن، وبدل ما تروح عشرة كيلو، خمسة عشر كيلو، ترجع كذلك، اقرأ قرآن، يقول: أنا بالسيارة رائح أقرأ قرآن، وأنا ما خرجت من الحرم إلا لمجرد الإحرام وأرجع، أنا ما ضيعت قراءة القرآن، ولا الأذكار، ولا ضيعت شيء، نقول: إذا لم يترتب على ذلك تضييع ما هو أهم فأكثر، والله أكثر، ((والعمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما)) هل الإنسان غني أن تكفر عنه ذنوبه؟ أليس بحاجة ماسة إلى أن تكفر عنه ذنوبه؟ تكفر بالعمرة إلى العمرة، تكفر بالجمعة إلى الجمعة، وزيادة ثلاثة أيام، الصلوات الخمس أيضاً كفارة لما بينهما، كل هذه ((ما لم تغشَ كبيرة)) دليلٌ على أن هذه