لا، (كنت أظن أن الزنبور أشدُّ لسعاً من العقرب فإذا هو إياها، أو فإذا هو هي).
أقرأتكه، قال: فسكت مروان، ثم قال:"قد سمعت بعض ذلك": يعني ما يخفى عليه؛ لأن الخلفاء في الزمن الأول على علم في الجملة.
قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد كلاهما عن أبي أحمد قال أبو بكر: حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي، قال: حدثنا سفيان عن أبي الزبير عن جابر قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((إن إبراهيم حرم مكة وإني حرمت المدينة ما بين لابتيها لا يقطع عضاهها ولا يصاد صيدها)): يعني نظير ما جاء في مكة، والخلاف في الفدية، هل يفدى ما يقطع أو يصاد من المدينة كما يفعل في مكة أو لا؟ أو أن هذا مجرد تحريم مع الإثم ولا شيء فيه؟ ويأتي في حديث سعد بن أبي وقاص مسألة السلب.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الله بن نمير ح وحدثنا ابن نمير قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عثمان بن حكيم قال: حدثني عامر بن سعد عن أبيه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إني أحرم ما بين لابتي المدينة أن يقطع عضاهها أو يقتل صيدها))، وقال:((المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون)): ((المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون)): وهذا يدل على فضل سكنى المدينة، وأن سكناها أفضل من غيرها.
((خير لهم)): يعني مطلقاً، ويستدل به من يرى أنها أفضل من مكة في السكن، ومضاعفة الصلاة بمكة بمائة ألف صلاة لا شك أن هذا يدل على أن مكة أفضل وهو قول الجماهير.
((خير لهم لو كانوا يعلمون)): قد يقول قائل: لماذا .. ، ما دامت المدينة خير لهم لماذا تفرق الصحابة في الأمصار، ونرى خيار الأمة موجودين في بقاع الأرض؟
يعني في وقت من الأوقات علماء الأمة جلهم في العراق وفي المشرق في خراسان وما ورواءه، وفي بعض الأوقات يكونون في مصر وما والاها من جهات المغرب، ويقلُّ أهل العلم في بلاد الحرمين، ويكثرون في وقت دون وقت، لماذا لا يتكدس أهل العلم كلهم في الحرمين؛ لوجود هذه المضاعفات؟