قال: حدثنا حماد بن إسماعيل ابن علية قال: حدثنا أبي عن وهيب عن يحيى بن أبي إسحاق أنه حدث عن أبي سعيد -مولى المهري- أنه أصابهم بالمدينة جهد شديد: مشقة، وأنه أتى أبا سعيد فقال له:"إني كثير العيال، وقد أصابتنا شدة فأردت أن أنقل عيالي إلى بعض الريف": لا شك أن البلدان والمدن والقرى والأرياف تتفاوت في المصروفات؛ كلما صغرت البلدة قلَّت المصروفات، كلما كبرت وانتشر الناس فيها، وصار بعضهم يقلد بعضاً لا شك أنها تعظم المصروفات، المصاريف في الرياض مثل المصاريف في غيرها من البلدان الصغيرة؟ أبداً، هذا أراد أن ينتقل إلى الريف، وهي الأرض التي .. ، الضواحي التي فيها الزروع.
إلى بعض الريف، فقال أبو سعيد:"لا تفعل، الزم المدينة": يعني ولو نالك ما نالك من المشقة والجهد.
فإنا خرجنا مع نبي الله -صلى الله عليه وسلم- أظنه قال:"حتى قدمنا عسفان، فأقام بها ليالي، فقال الناس: والله ما نحن ها هنا في شيء: يعني ما جلسنا على شيء، ما معنا فائدة، لا ننتظر عدواً، ولا نريد سفراً تترتب عليه مصلحة، لماذا لا نعود إلى بلدنا؟
"والله ما نحن ها هنا في شيء، وإن عيالنا لخلوف": يعني ليس لديهم من يحميهم، ليس لديهم من يحميهم، فبزعمهم أنهم إذا رجعوا إليهم حموهم من العدو.
"وإن عيالنا لخلوف، ما نأمن عليهم"، فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال:((ما هذا الذي بلغني من حديثكم؟ )) ما أدري كيف قال؟ ((والذي أحلف به أو والذي نفسي بيده)): كثيراً ما يحلف النبي -عليه الصلاة والسلام- بهذا، ((والذي نفسي بيده)): وفيه إثبات اليد لله -جل وعلا- على ما يليق بجلاله وعظمته، ((لقد هممت أو إن شئتم)) -لا أدري أيتهما قال- ((لآمرن بناقتي ترحل)): ما في ما يمنع أننا نرجع إلى المدينة، لكن اطمئنوا أن المدينة لها من يحرسها من قبل الله -جل وعلا-.
((والذي نفسي بيده لقد هممت أو إن شئتم)) -لا أدري أيتهما قال- ((لآمرن بناقتي ترحل، ثم لا أحل لها عقدة حتى أقدم المدينة))، وقال:((اللهم إن إبراهيم حرم مكة فجعلها حرماً، وإني حرمت المدينة حراماً ما بين مأزميها)): الجبلين؛ المأزم الجبل