حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس -فيما قرئ عليه-: الأصل أن يقول: وأنا أسمع، فيما قرئ عليه وأنا أسمع، لكن يتركون هذا للعلم به.
عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أنه قال:"كان الناس إذا رأوا أول الثمر جاءوا به إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فإذا أخذه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: وبرك عليه ودعا، فقال:((اللهم بارك لنا في ثمرنا، وبارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مدنا، اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك، وإني عبدك ونبيك)): ما ذكر خليلك، {وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} [(١٢٥) سورة النساء]، ((وصاحبكم خليل الله))، فهو خليل، لكن من باب الأدب منه -عليه الصلاة والسلام- والتواضع مع أبيه ما ذكره.
((وإني عبدك ونبيك، وإنه دعاك لمكة، وإني أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك لمكة، ومثله معه))، قال: "ثم يدعو أصغر وليد له فيعطيه ذلك التمر": وليد له، الضمير يعود على من؟ على النبي -عليه الصلاة والسلام- أو على صاحب الثمرة؟
طالب:. . . . . . . . .
نعم هذا الذي يظهر، أنه صاحب الثمرة، وليد لصاحب الثمرة، ويقدم هذا الوليد، وهذا الصغير، وهذا الطفل على غيره؛ لأن نفسه تتشوف إلى هذه الثمرة أكثر من الكبير؛ الكبير عنده صبر، يصبر، لكن الصغير إما أعطيته وإلا جاء هو يأخذ، فيبادر بمثل هذا.
قال: حدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا عبد العزيز بن محمد المدني عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يؤتى بأول الثمر فيقول:((اللهم بارك لنا في مدينتنا، وفي ثمارنا، وفي مدنا، وفي صاعنا، بركة مع بركة))، ثم يعطيه أصغر من يحضره من الولدان: سواءً كان لصاحب الثمرة أو لغيره.