إذا خرج لأمر شرعي يقول: أرى بعض المنكرات لا أستطيع إنكارها، وأرى بعض البدع التي لا أستطيع إنكارها، وأرى التبرج الذي لا أستطيع إنكاره، كل هذا موجود، هذا يدخل في مسألة العزلة، العزلة معروفة، يعني العزلة شرعية، ((يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال))، وإلا هذا الذي يقول: أنا أرى المنكر لا أستطيع أن أنكره إلى أين يذهب؟ يذهب إلى بلد ثاني فيه نفس المنكرات، ما يمكن، لكنه يريد أن يعتزل في بلد أقل .. ، تكون منكراته أقل من المنكرات الموجودة في بلاد الحرمين فضلاً عن غيرهما، فالمنكرات موجودة في كل مكان، لكن إذا كان يريد العزلة فالعزلة شرعية، لكن في حق من؟
((يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال يفر بدينه من الفتن)): العزلة لا شك أنها شرعية لكن في حق من يتأثر ولا يؤثر في الناس، الذي يتأثر بمعاصيهم وجرائمهم، ولا يستطيع أن يؤثر فيهم، أما من كان لديه القدرة في تأثيره على الناس، وينفع الناس، ولا يتأثر بمعاصيهم هذا الخلطة هي المتعينة في حقه، هذا يقال له: اثبت في هذه الأماكن، لما يترتب على ذلك من النفع العظيم، فالمقصود أن المدينة تنفي شرارها كما ينفي الكير خبث الحديد.
قال: وحدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس فيما قُرئ عليه: الإمام مالك -رحمه الله- عرف أنه لا يقرأ على أحد، وإنما يُقرأ عليه.
عن يحيى بن سعيد قال: سمعت أبا الحباب سعيد بن يسار يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((أمرت بقرية تأكل القرى)): تأكل القرى بمعنى أن أهل هذه القرى المجاورة يهاجرون إليها، أو أن أهلها يأكلون مما يرد إليها من القرى.
((أمرت بقرية تأكل القرى يقولون: يثرب)): يعني قوله: ((قرية)) ((أمرت بقرية)): ((وهي المدينة)): في نصوص الكتاب والسنة والعرف أن القرية غير المدينة، فكيف توصف بأنها قرية، وتوصف في الوقت نفسه أنها مدينة؟
طالب:. . . . . . . . .
لكن لا يلزم أن تكون قرية.
طالب:. . . . . . . . .
لكن أنت أبو الشباب –مثلاً- أولادك شباب، أنت شاب، إيه لا أنت شايب أنت، نعم.