قال: حدثنا يحيى بن يحيى قال: "قرأت على مالك عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن أعرابياً بايع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأصاب الأعرابي وعكٌ: وعك يعني مرض، وأكثر ما يوصف الوعك بالشيء الخفيف، وأكثر ما يقال أيضاً بإزاء الحمى.
فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة: استوخمها واجتواها، وإن كان الجوى في البطن، المقصود أنه أصيب؛ ما ناسبه جوها، ولم يصبر على لأوائها.
فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة، فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا محمد، أقلني بيعتي": يا محمد: هذا التعبير دليل على أنه ندم على هذه البيعة وطلب الإقالة، يا محمد: ما قال يا رسول الله؛ دل على أن الإسلام ما وقر في قلبه، "أقلني بيعتي": بايع على الإسلام وعلى الهجرة.
فأبى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يعني هذا حكم شرعي أسلم، خلاص يلزمه ما يلزم المسلم، فإن رجع عن دينه فحكمه حكم المرتد، يعني هل يسوغ أن يدخل الإنسان في الإسلام ثم يرجع عنه بدون تبعات، يعني هل لداعية من الدعاة أن يقبل إسلام شخص، ثم يقول له: أنت بالخيار؟ أو يطلب منه هذا المسلم الجديد أن يرجع إلى دينه ويقول: أبداً ما صار شيء؟؟
لا، لا إذا دخل في الإسلام ثم رجع عنه صار شراً من الكافر الأصلي؛ الآن صار مرتداً، يتحتم في حقه القتل؛ ((من بدل دينه فاقتلوه))، وهذه مسألة يواجهها كثير من الدعاة، تجده يسلم على يديه فئام من الناس، ويرجع منهم من يرجع ويثبت من يثب .. ، لا شك أن هؤلاء يصيرون في حكم المرتدين.
يقول: " يا محمد أقلني بيعتي"، فأبى النبي -صلى الله عليه وسلم-: هل يملك الرسول -عليه الصلاة والسلام- أن يقيله ما دام دخل في الإسلام؟
طالب: لا يلزمه.
يلزمه أن يستمر على إسلامه، وإلا صار مرتداً حكمه القتل.