فأبى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم جاءه فقال:"أقلني بيعتي"، فأبى: جاءه مرة ثانية فقال: أقلني بيعتي فأبى الرسول -عليه الصلاة والسلام- ثم جاءه فقال:"أقلني بيعتي"، فأبى: ثلاثاً، ما الذي حصل، رضي الأعرابي وسلم واستسلم وبقي في المدينة؟ لا، فخرج الأعرابي: يعني من المدينة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إنما المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها)): أو طيبها، ((كالكير تنفي خبثها وينصع)): يعني يبرز ويظهر ويلمع، طَيّبها أو طِيبَها: يعني رائحتها الطيبة، أو طيبها أي طيب مادتها.
هذا الذي خرج، هذا الذي خرج –الأعرابي- الآن ما حكمه؟
"أقلني بيعتي": المشتملة على الهجرة فقط أو على الإسلام والهجرة؟ هو جاء مسلماً مهاجراً، فلما ما أعجبه الجو ووعك بسببه طلب الإقالة، هل طلب الإقالة من الهجرة فقط أو من الإسلام والهجرة، وما الحكم إذا طلب الإقالة من الإسلام، وما الحكم إذا طلب الإقالة من الهجرة؟
إذا طلب الإقالة من الإسلام كفر –ارتد- إذا بقي على إسلامه وطلب الإقالة من الهجرة قال: أنا أبقى على إسلامي وأذهب إلى بلد أنسب لي؟
طالب: في زمن النبي -عليه الصلاة والسلام- واحدة كونه يرجع إلى بلده ويطلب الإقالة من الإسلام هي واحدة.
لو قال: هو مسلم، نعم، يعني ما أُقر الأعراب في أماكنهم؟ وما أمر النبي -عليه الصلاة والسلام- أناساً أن يرجعوا إلى أهليهم؟ هاه؟