على كل حال شوف أنت تتبع النص، أحنا نحلل النص الذي معنا، هي تنفي خبثها كما ينفي الكير خبث الحديد، كون الإنسان يبقى في بلد ما لمصلحة ما، لا لمصلحة دينية، فالناس بقوا في الشعاب على رؤوس الجبال في الحر والبرد؛ من أجل مصالح الدنيا، فكونه يبقى في المدينة لمصلحة دنيوية هذا ما فيه إشكال، على كل حال الاحتمالات كلها واردة وهي موجودة عند أهل العلم، والشراح ما تركوا شيئاً.
قال: وحدثنا عبيد الله بن معاذ -وهو العنبري- قال: حدثنا أبي قال: حدثنا شعبة عن عدي -وهو ابن ثابت- سمع عبد الله بن يزيد عن زيد بن ثابت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:((إنها طيبة -يعني المدينة- وإنها تنفي الخبث كما تنفي النار خبث الفضة)): ((إنها طيبة)) يعني المدينة: يعني من أسمائها: المدينة وهذا في القرآن، الدار أيضاً يعني المستقر؛ {تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ} [(٩) سورة الحشر]، من أسماء المدينة، ومنها طيبة وطابة أيضاً، وكلاهما من الطيب، وكان اسمها يثرب، فعدل عنه، وجاءت الكراهية ..
هذا يسأل عن المضاعفات: الصلوات هل تشمل الفرائض والنوافل أو الفرائض فقط، وهل إطلاق اسم المدينة المنورة هل له أصل شرعي؟
كل هذا سيأتي، لأن له أحاديث.
((إنها طيبة)): يعني الدار، يعني المدينة، ((وإنها تنفي الخبث كما تنفي النار خبث الفضة)): وهذا تقدم.
مما قيل في قصة الأعرابي: قالوا: وهذا الأعرابي كان ممن هاجر وبايع النبي -صلى الله عليه وسلم- على المقام معه، قال القاضي: ويحتمل أن بيعة هذا الأعرابي كانت بعد فتح مكة، وسقوط الهجرة إليه -صلى الله عليه وسلم- وإنما بايع على الإسلام وطلب الإقالة منه فلم يُقله، والصحيح الأول، يعني أنه بايع على الهجرة.