قال إبراهيم الحربي: الوحش من الأرض هو الخلاء، والصحيح أن معناه يجدانها ذات وحوش كما في رواية البخاري، وكما قال -صلى الله عليه وسلم-: ((لا يغشاها إلا العوافي))، ويكون وحشاً بمعنى وحوشاً، وأصل الوحش كل شيء توحش من الحيوان، وجمعه وحوش، وقد يعبر بواحده عن جمعه، وحش، ويراد به حينئذ الجنس -جنس الوحش- فيشمل الواحد والاثنين والجمع الغفير، وقد يعبر بواحده عن جمعه كما في غيره، وحكا القاضي عن ابن المرابط أن معناه: أن غنمهما تصير وحوشاً، إما تنقلب ذاتها فتصير وحوشاً، وإما أن تتوحش وتنفر من أصواتها.
وأنكر القاضي هذا واختار أن الضمير في:((يجدانها)): عائد إلى المدينة لا إلى الغنم، وهذا هو الصواب وقول ابن المرابط غلط والله أعلم.
لكنه على كل حال احتمال، والضمير يعود إلى أقرب مذكور، وهذا يؤيد قول ابن المرابط، وإن كان الجمهور على خلافه، والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.