الآن على مدى صفحتين أو أكثر أو ثلاث صفحات كلها تكرار لحديث واحد بأسانيد بألفاظ متقاربة، وطالب العلم قد يمل مثل هذا الصنيع، ومن أشرب حب الحديث، وما يتعلق به يطرب لسماع هذه الأمور، والإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في حديث المواقيت، مواقيت الصلاة لما ساق حديث المواقيت بأسانيده وطرقه وأفاض في ذلك، قال: وقال يحيى بن أبي كثير لا يستطاع العلم براحة الجسم، إيش دخل لا يستطاع العلم براحة الجسم بحديث المواقيت؟ البراعة في السياق، في سياق المتون والأسانيد تدل على أن المسألة تحتاج إلى تعب، ما جاء هذا من فراغ أبداً، ولذلك ينبه مسلم بهذا الأثر عن يحيى بن أبي كثير لا يستطاع العلم براحة الجسم، نحن نريد أن نضغط زر ويطلع لنا المتن ما يحتاج سند ولا صحابة ولا شيء، الكلام على كلام الرسول -عليه الصلاة والسلام-، ثم بعد ذلك إذا أطفأ الزر وش يبقى له من العلم؟ فالعلم متين يحتاج إلى تعب، يحتاج إلى سهر، فلا يستطاع براحة الجسم.