للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من المهاجرين من قبل الفتح. وقيل بل لقيه بالحجفة.

وذكر أيضا أن أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وعبد الله بن أمية بن المغيرة أخا أم سلمة أم المؤمنين لقياه بنيق العقاب مهاجرين فاستأذنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يأذن لهما، فكلمته أم سلمة، فأذن لهما فأسلما.

فلما نزلوا بمر الظهران أسفت نفس العباس على ذهاب قريش إن فاجأهم الجيش قبل أن يأخذوا لأنفسهم، فيستأمنوا، فركب بغلة النبي صلى الله عليه وسلم ونهض فلما أتى إلادراك، وهو يطمع أن يرى حطابا أو صاحب لبن يأتي بمكة فينذرهم، فبينما هو يمشي كذلك إذ سمع صوت أبي سفيان، وبديل بن ورقاء، وهما يتساءلان، وقد رأيا نيران عسكر النبي صلى الله عليه وسلم، وبديل يقول لأبي سفيان هذه والله نيران خزاعة، فيقول له أبو سفيان: خزاعة أقل وأذل من أن تكون لها هذه النيران، فلما سمع العباس كلامه ناداه: يا أبا حنظلة، فميز أبو سفيان صوته، فقال أبو الفضل؟ قال: نعم، فقال له أبو سفيان: ما الشأن؟ فداك أبي وأمي، فقال له العباس: ويحك يا أبا سفيان، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس، وأصبح قريش، فقال له أبو سفيان: وما الحلية؟

فقال له العباس: والله إن ظفر بك ليقتلنك، فارتدف حلفي وانهض معي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأردف العباس فأتى به العسكر، فلما مر على نار عمر نظر عمر إلى أبي سفيان فميزه، فقال أبو سفيان: عدو الله، الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقد ولا عهد، ثم خرج يشتد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسابق العباس، فسبقه على البغلة، وكان عمر- رضي الله عنه- بطيئا في الجري، فدخل العباس ودخل عمر على أثره، وقال:

يا رسول الله، هذا أبو سفيان ودخل عمر على أثره، وقال: يا رسول الله، هذا أبو سفيان قد أمكن الله منه بلا عقد، فائذن لي أضرب عنقه، فقال العباس: يا رسول الله، قد أجرته، فراده عمر الكلام، فقال العباس: مهلا يا عمر، فلو كان من بني عدى ابن كعب ما قلت هذا، ولكنه من بني عبد مناف، فقال عمر: مهلا فو الله لإسلامك يوم أسلمت كان أبّ إلي من إسلام الخطاب لو أسلم، وما بي إلا أني قد

<<  <   >  >>