للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من كل داعى الحق همّة سيفه ... فلسيفه في الراسيات مضاء «١»

ساقى الجريح ومطعم الأسرى. ومن ... أمنت سنابك خيله الأشلاء

إن الشجاعة في الرجال غلاظة ... ما لم تزنها رأفة وسخاء

والحرب من شرف الشعوب، فإن بغوا ... فالمجد مما يدّعون براء

والحرب يبعثها القويّ تجبّرا ... وينوء تحت بلائها الضعفاء

كم من غزاة للرسول كريمة ... فيها رضى للحقّ أو إعلاء

كانت لجند الله فيها شدّة ... في إثرها للعالمين رخاء

ضربوا الضلالة ضربة ذهبت بها ... فعلى الجهالة والضلال عفاء

دعموا على الحرب السلام، وطالما ... حقنت دماء في الزمان دماء

الحقّ عرض الله، كلّ أبيّة ... بين النفوس حمى له ووقاء

هل كان حول محمد من قومه ... إلا صبىّ واحد ونساء؟

فدعا، فلبّى في القبائل عصبة ... مستضعفون، قلائل أنضاء «٢»

ردّوا ببأس العزم عنه من الأذى ... ما لا تردّ الصخرة الصماء

والحقّ والإيمان إن صبّا على ... برد ففيه كتيبة خرساء «٣»

نسفوا بناء الشّرك، فهو خرائب ... واستأصلوا الأصنام، فهي هباء «٤»

يمشون تغضى الأرض منهم هيبة ... وبهم حيال نعيمها إعصاء

حتى إذا فتحت لهم أطرافها ... لم يطغهم ترف ولا نعماء

يا من له عزّ الشفاعة وحده ... وهو المنّزه، ما له شفعاء

عرش القيامة أنت تحت لوائه ... والحوض أنت حياله السّقاء


(١) مضى السيف مضاء: قطع-
(٢) النضو: المهزول من الأبل وغيرها-
(٣) الكتيبة الخرساء: التي لا يسمع فيها صوت-
(٤) الهباء: الغبار.

<<  <   >  >>