فانشر مصابيح الضياء ... على المدائن والشعوب
ضاقت «قريش» بنورك ... الوضاء ... بالدوح الرطيب
فمضت تدبر في الخفاء ... ... وفي الضحى أمرا عصيب
لكنّ من حفظ الإله ... فليس ندركه الخطوب
«فاصدع بما تؤمر» وهاجر ... ... إن مولاك «الحسيب»
خرج «الرسول» وراح يحس ... والترب في كل العيون
ويمر ... فالحراس في سن ... ة عن الكنز الثمين
حتى إذا طلع الصباح.. ... . ووشح البيت الحزين
دخلت «قريش» فهالها «اللا ... شيء» والصمت المبين
لم تلق في البيت الرسول ... ... ولم تجد إلا الخدين
حارت ... وحار دليلها الأ ... شقى ... وحاديها اللعين
حتى إذا لاحت له ... آثار أقدام «الأمين»
ثارت حفيظته.. وراح ... يدق ناقوس المنون
قصد الرسول «الغار» و «الصديق» في جنح الظلام ... والقوم ... يا للقوم كانوا غارقين مع النيام ... !
وبنية سمراء يعمر قلبها النور التمام ... راحت تشق نطاقها تخفي عن القوم الطعام
تسعى إلى الغار الذي قد ضم آمال الأنام ... نسجت عناكبه الخيوط ... وباض بالباب الحمام
حتى إذا وصلت «قريش» الغار.. واحتدم الكلام ... أوحى إليه الله أن القوم قد ضلوا المرام