للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا هكذا" ١. والمعنى أن الذين يأتون الكهان يصدقونهم في كذبهم، ويستدلون على ذلك بكونهم يصدقون بعض الأحيان فيما سمعوه من الوحي، ويذكرون أنه أخبرهم بشيء مرة فوجدوه حقًا، وتلك الكلمة من الحق كما في "الصحيح" عن عائشة قلت: "يا رسول الله: إن الكهان كانوا يحدثونا بالشيء فنجده حقا، قال: "تلك الكلمة الحق يخطفها الجني فيقذفها في أذن وليه، ويزيد فيها مائة كذبة" ٢ وفيه قبول النفوس للباطل، كيف يتعلقون بواحدة، ولا يعتبرون بمائة كذبة؟! ذكره المصنف. وفيه أن الشيء إذا كان فيه نوع من الحق لا يدل على أنه حق كله، بل لا يدل على إباحته كما في الكهانة والسحر والتنجيم.

قوله: فيصدق بتلك الكمة التي سمعت من السماء. أي: يستدلون على صدقها.

قال: وعن النواس بن سمعان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أراد الله تعالى أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي، أخذت السماوات منه رجفة أو قال: رعدة شديدة خوفا من الله عز وجل، فإذا سمع ذلك أهل السماوات صعقوا وخرّوا لله سجدا، فيكون أول من يرفع رأسه جبريل، فيكلمه الله من وحيه بما أراد ثم يمر جبريل على الملائكة كلما مر بسماء يسأله ملائكته: ماذا قال ربنا يا جبريل؟ فيقول جبريل: قال: الحق وهو العلي الكبير قال: فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل، فينتهي جبريل بالوحي إلى حيث أمره الله عز وجل".

ش قوله: عن النواس بن سمعان بكسر السين، أي: ابن


١ مسلم: العلم (١٠١٧) , والترمذي: العلم (٢٦٧٥) , والنسائي: الزكاة (٢٥٥٤) , وابن ماجه: المقدمة (٢٠٣) , وأحمد (٤/٣٥٧) , والدارمي: المقدمة (٥١٢ ,٥١٤) .
٢ مسلم: الجهاد والسير (١٧٣١) , وأبو داود: الجهاد (٢٦١٢) , وابن ماجه: الجهاد (٢٨٥٨) , وأحمد (٥/٣٥٢ ,٥/٣٥٨) .

<<  <   >  >>