وعلى الثاني المعنى الطيرة من جملة السحر والكهانة، أو من جملة عبادة غير الله، أي: الشرك يؤيده قوله في الحديث الآتي: (الطيرة شرك) انتهى.
وفي الحديث دليل على تحريم التنجيم، لأنه إذا كان الخط ونحوه الذي هو من فروع النجامة من الجبت فكيف بالنجامة؟! .
قوله:(قال الحسن: رنة الشيطان) . لم أجد فيه كلامًا.
قوله: (ولأبي داود والنسائي وابن حبان في "صحيحه" المسند منه) . يعني أن هؤلاء رووا الحديث واقتصروا على المرفوع منه، ولم يذكروا التفسير الذي فسره به عوف. وقد رواه أبو داود في التفسير المذكور بدون كلام الحسن.
والنسائي هو الإمام الحافظ أحمد بن شعيب بن علي ابن سنان بن بحر بن دينار أبو عبد الرحمن صاحب "السنن" وغيرها من المصنفات. روى عن محمد بن المثنى وابن بشار وقتيبة بن سعيد وخلق. وكان إليه المنتهى في الحفظ والعلم لعلل الحديث. مات سنة ثلاث وثلاثمائة وله ثمان وثمانون سنة.
قال: وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد" ١. رواه أبو داود بإسناد صحيح
١ أبو داود: الطب (٣٩٠٥) , وابن ماجه: الأدب (٣٧٢٦) , وأحمد (١/٢٢٧ ,١/٣١١) .