للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ش: هذا الحديث رواه أبو داود كما قال المصنف بإسناد صحيح، وكذا صححه النووي والذهبي ورواه أحمد وابن ماجة.

قوله: (من اقتبس) . قال أبو السعادات: قبست العلم واقتبسته: إذا تعلمته. انتهى.

وعلى هذا، فالمعنى من تعلم.

قوله: (شعبة) ، أي: طائفة وقطعة من النجوم، والشعبة: الطائفة من الشيء والقطعة منه، ومنه الحديث: "الحياء شعبة من الإيمان" ١، أي: جزء منه.

قوله: (فقد اقتبس شعبة من السحر) . أي: المعلوم تحريمه قال شيخ الإسلام: فقد صرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن علم النجوم من السحر. وقد قال الله تعالى: {وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} ٢. وهكذا الواقع فإن الاستقراء يدل على أن أهل النجوم لا يفلحون في الدنيا ولا في الآخرة.

قوله: "زاد ما زاد" يعني: كلما زاد من علم النجوم زاد له من الإثم مثل إثم الساحر، أو زاد اقتباس شعب السحر ما زاد اقتباس علم النجوم.

قلت: والقولان متلازمان، لأن زيادة الإثم فرع عن زيادة السحر، وذلك لأنه تحكم على الغيب الذي استأثر الله بعلمه. فعلم أن تأثير النجوم باطل محرم، وكذا العمل بمقتضاه، كالتقرب إليها بتقريب القرابين لها كفر، قاله ابن رجب.

قال: وللنسائي من حديث أبي هريرة: "من عقد عقدة ثم نفث فيها، فقد سحر، ومن سحر، فقد أشرك، ومن تعلق شيئًا، وُكِّلَ إليه" ٣.

ش: هذا الحديث ذكره المصنف من حديث أبي هريرة وعزاه للنسائي ولم يبين هل هو موقوف أو مرفوع؟ وقد رواه النسائي مرفوعًا وذكر المصنف عن الذهبي أنه قال: لا يصح، وحسنه ابن مفلح.


١ البخاري: الإيمان (٩) , ومسلم: الإيمان (٣٥) , والنسائي: الإيمان وشرائعه (٥٠٠٦) , وأبو داود: السنة (٤٦٧٦) , وابن ماجه: المقدمة (٥٧) , وأحمد (٢/٤١٤ ,٢/٤٤٢) .
٢ سورة طه آية: ٦٩.
٣ النسائي: تحريم الدم (٤٠٧٩) .

<<  <   >  >>