للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المعروف بمحيي السنة الشافعي صاحب التصانيف، وعالم أهل خراسان وكان ثقة فقيهًا زاهدًا مات في شوال سنة ست عشرة وخمسمائة.

قوله: (العراف الذي يدعي معرفة الأمور ... ) إلى آخره. هذا تفسير حسن وظاهره يقتضي أن العراف هو الذي يخبر عن الواقع كالمسروق والضالة، وأحسن منه كلام شيخ الإسلام: أن العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم، كالحازر الذي يدعي علم الغيب أو يدعي الكشف. وقال أيضًا: "والمنجم يدخل في اسم العراف وعند بعضهم هو في معناه". وقال أيضًا: "والمنجم يدخل في اسم الكاهن عند الخطابي وغيره من العلماء وحكى ذلك عن العرب وعند آخرين من جنس الكاهن وأسوء حالاً منه، فيلحق به من جهة المعنى"، وقال الإمام أحمد: "العراف طرف من السحر والساحر أخبث". وقال أبو السعادات: "العراف المنجم والحازر الذي يدعي علم الغيب وقد استأثر الله تعالى به".

وقال ابن القيم: "من اشتهر بإحسان الزجر عندهم سموه عائفًا وعرافًا. والمقصود من هذا معرفة أن من يدعي علم شيء من المغيبات، فهو إما داخل في اسم الكاهن، وإما مشارك له في المعنى فيلحق به، وذلك أن إصابة المخبر ببعض الأمور الغائبة في بعض الأحيان يكون بالكشف. ومنه ما هو من الشياطين ويكون بالفأل والزجر والطير والضرب بالحصى والخط في الأرض والتنجيم والكهانة والسحر ونحو هذا من علوم الجاهلية. ونعني بالجاهلية: كل من ليس من أتباع الرسل كالفلاسفة والكهان والمنجمين وجاهلية العرب الذين كانوا قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم. فإن هذه علوم قوم ليس لهم علم بما جاءت به الرسل عليهم السلام. وكل هذه الأمور يسمى صاحبها كاهنًا أو عرافًا أو في معناهما فمن أتاهم فصدقهم بما يقولون لحقه الوعيد.

<<  <   >  >>