ش: هذا الأثر ذكره المصنف مجموعًا من رواية ابن عمر، ومحمد بن كعب، وزيد بن أسلم، وقتادة، وقد ذكره قبله كذلك شيخ الإسلام. فأما أثر ابن عمر فرواه ابن جرير، وابن أبي حاتم، وغيرهما بنحو مما ذكره المصنف. وأما أثر محمد بن كعب، وزيد بن أسلم، وقتادة فهي معروفة لكن بغير هذا اللفظ.
قوله:"عن ابن عمر". هو عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
ومحمد بن كعب هو محمد بن كعب بن سليم أبو حمزة القرظي المدني. قال البخاري: إن أباه كان ممن لم ينبت من بني قريظة، وهو ثقة عالم مات سنة عشرين ومئة.
وزيد بن أسلم هو مولى عمر بن الخطاب، والد عبد الرحمن وإخوته، يكنى أبا عبد الله، ثقة مشهور مات سنة ست وثلاثين ومئة.
وقتادة هو ابن دعامة وتقدم.
قوله:"دخل حديث بعضهم في بعض"، أي: إن الحديث مجموع من رواياتهم، فلذلك دخل بعضه في بعض.
قوله:"إنه قال رجل في غزوة تبوك"، لم أقف على تسمية القائل لذلك أبهم اسمه في جميع الروايات التي وقفت عليها. ولكن قد ورد تسمية جماعة ممن نزلت فيهم الآية مع اختلاف الرواية فيما قالوه من الكلام. ففي بعض الروايات أنهم قالوا ما ذكره المصنف.
وعن مجاهد في الآية:"قال رجل من المنافقين يحدثنا محمد أن ناقة فلان بواد كذا وكذا في يوم كذا وكذا وما يدريه بالغيب؟! ". رواه ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم. وعن قتادة قال:"بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوته إلى تبوك، وبين يديه أناس من المنافقين، فقالوا: يرجو هذا الرجل أن تفتح له قصور الشام وحصونها؟! هيهات هيهات، فأطلع الله نبيه على ذلك، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم احبسوا علي الركب. فأتاهم فقال: "قلتم كذا، وقلتم كذا. قالوا: يا نبي الله إنما كنا نخوض ونلعب" فأنزل الله فيهم ما تسمعون. رواه ابن المنذر، وابن أبي حاتم.