للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

له ما يدعوه إلى الكبر، لأن الداعي إلى الكبر في الغالب كثرة المال والنعم والرياسة. و"العائل"الفقير لا داعي له إلى أن يستكبر، فاستكباره مع عدم الداعي إليه يدل على أن الكبر طبيعة له، كامن في قلبه، فعظمت عقوبته، لعدم الداعي إلى هذا الخلق الذميم الذي هو من أكبر المعاصي.

قوله:"ورجل جعل الله بضاعته" بنصب الاسم الشريف، أي: الحلف به، جعله بضاعته، لملازمته له وغلبته عليه. وهذه أعمال تدل على أن صاحبها إن كان موحدًا فتوحيده ضعيف، وأعماله ضعيفة بحسب ما قام بقلبه وظهر على لسانه وعمله من تلك المعاصي العظيمة على قلة الداعي إليها. نسأل الله السلامة والعافية، ونعوذ بالله من كل عمل لا يحبه ربنا ولا يرضاه.

قوله:"وفي"الصحيح أي:"صحيح مسلم". وأخرجه أبو داود والترمذي. ورواه البخاري بلفظ: "خيركم".

قوله: وفي الصّحيح عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم - قال عمران: فلا أدري: أذكر بعد قرنه مرتين أو ثلاثًا؟ - ثم إن بعدكم قومًا يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن" ١.

ش: قوله:"وفي الصّحيح أي: صحيح مسلم.

قوله: "خير أمتي قرني" ٢ لفضيلة أهل ذلك القرن في العلم والإيمان، والأعمال الصالحة التي يتنافس فيها المتنافسون، ويتفاضل فيها العاملون، فغلب الخير فيها وكثر أهله، وقلَّ الشر فيها وأهله، واعتز فيها الإسلام والإيمان، وكثر فيها العلم والعلماء.

"ثم الذين يلونهم"، فضلوا على من بعدهم لظهور الإسلام


١ البخاري: المناقب (٣٦٥٠) , ومسلم: فضائل الصحابة (٢٥٣٥) , والترمذي: الفتن (٢٢٢١ ,٢٢٢٢) , والنسائي: الأيمان والنذور (٣٨٠٩) , وأبو داود: السنة (٤٦٥٧) , وأحمد (٤/٤٢٦ ,٤/٤٢٧ ,٤/٤٣٦ ,٤/٤٤٠) .
٢ البخاري: المناقب (٣٦٥٠) , ومسلم: فضائل الصحابة (٢٥٣٥) , والترمذي: الفتن (٢٢٢١ ,٢٢٢٢) , والنسائي: الأيمان والنذور (٣٨٠٩) , وأبو داود: السنة (٤٦٥٧) , وأحمد (٤/٤٢٦ ,٤/٤٢٧ ,٤/٤٣٦ ,٤/٤٤٠) .

<<  <   >  >>