للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإسراء، وأنه وقع بالمدينة أيضًا غير الذي وقع بمكة، كذا قال، وليس بظاهر، بل قد يكون رأى ذلك ليلة الإسراء ولم يحدث به إلا في المدينة. وليس في الحديث ما يدل على أنه حدث به قريبًا من العرض عليه.

قوله: (فرأيت النبي ومعه الرهط) : هو الجماعة دون العشرة، قاله النووي.

قوله: (والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه أحد) . فيه أن الأنبياء متفاوتون في عدد أتباعهم، وأن بعضهم لا يتبعه أحد، وفيه الرد على من احتج بالأكثر، وزعم أن الحق محصور فيهم، وليس كذلك، بل الواجب اتباع الكتاب والسنة مع من كان وأين كان.

قوله: (إذ رفع لي سواد عظيم) . السواد: ضد البياض، والمراد هنا: الشخص الذي يرى من بعيد، أي: رفع لي أشخاص كثيرة.

قوله: فظننت أنهم أمتي. استشكل الإسماعيلي كونه صلى الله عليه وسلم لم يعرف أمته حتى ظن أنهم أمة موسى عليه السلام ; وقد ثبت حديث أبي هريرة: "كيف تعرف من لم تر من أمتك؟ فقال: إنهم غر محجلون من أثر الوضوء" ١.

وأجاب بأن الأشخاص التي رآها في الأفق لا يدرك منها إلا الكثرة من غير تمييز لأعيانهم. وأما ما في حديث أبي هريرة فمحمول على ما إذا قربوا منه، ذكره الحافظ.

قوله: (فقيل لي: هذا موسى وقومه) ، أي: موسى بن عمران، كليم الرحمن، وقومه: الذين اتبعوه وفيه فضيلة موسى وقومه.

قوله: (فنظرت فإذا سواد عظيم) . لفظ مسلم ـ بعد قوله: هذا موسى وقومه ـ، ولكن انظر إلى الأفق فنظرت، فإذا سواد عظيم، فقيل لي: انظر إلى الأفق الآخر، فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي: هذه أمتك.

قوله: (ومعهم سبعون ألفًا يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب) ، أي: لتحقيقهم التوحيد.


١ ابن ماجه: الطهارة وسننها (٢٨٤) , وأحمد (١/٤٠٣ ,١/٤٥٣) .

<<  <   >  >>