للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الحافظ: المراد بالمعية المعنوية، فإن السبعين ألفًا المذكورين من جملة أمته، لكن لم يكونوا في الذين عرضوا إذ ذاك، فأريد الزيادة في تكثير أمته بإضافة السبعين ألفًا إليهم. قلت: وما قاله ليس بظاهر

فإن في رواية ابن فضيل: "ويدخل الجنة من هؤلاء من أمتك سبعون ألفًا". وقد ورد في حديث أبي هريرة في " الصحيحين " وصف السبعين ألفًا بأنهم تضيء وجوهم إضاءة القمر ليلة البدر.

وفيهما عنه مرفوعًا: " أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر، والذين على آثارهم كأحسن كوكب دري في السماء إضاءة " ١. وجاء في أحاديث أخر أن مع السبعين ألفًا زيادة عليهم، فروى أحمد والبيهقي في البعث حديث أبي هريرة في السبعين ألفًا فذكره وزاد. قال: " فاستزدت ربي فزادني مع كل ألف سبعين ألفًا " ٢. قال الحافظ: وسنده جيد.

وفي الباب عن أبي أيوب عند الطبراني، وعن حذيفة عند أحمد، وعن أنس عند البزار، وعن ثوبان عند [ابن] أبي عاصم قال: فهذه طرق يقوي بعضها بعضًا. قال: وجاء في أحاديث أخر أكثر من ذلك، فأخرج الترمذي وحسنه، والطبراني وابن حبان في "صحيحه " من حديث أبي أمامة رفعه " وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفًا مع كل ألف سبعين كذا ألفًا لا حساب عليهم ولا عذاب، وثلاث حثيات من حثيات ربي " ٣.

وروى أحمد وأبو يعلى من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أعطيت سبعين ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب، وجوههم كالقمر ليلة البدر، قلوبهم على قلب رجل واحد، فاستزدت ربي عز وجل فزادني مع كل واحد سبعين ألفًا " ٤.قال الحافظ: وفي سنده راويان: أحدهما: ضعيف الحفظ والآخر لم يسمّ) .

قلت: وفيه أن كل أمة تحشر مع نبيها.

قوله: (ثم نهض) ، أي: قام.


١ البخاري: بدء الخلق (٣٢٥٤) , ومسلم: الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٢٨٣٤) , والترمذي: صفة الجنة (٢٥٣٧) , وابن ماجه: الزهد (٤٣٣٣) , وأحمد (٢/٢٣٠ ,٢/٢٣١ ,٢/٢٤٧ ,٢/٢٥٣ ,٢/٢٥٧ ,٢/٣١٦ ,٢/٤٧٣ ,٢/٥٠٢ ,٢/٥٠٤ ,٢/٥٠٧) , والدارمي: الرقاق (٢٨٢٣) .
٢ أحمد (٢/٣٥٩) .
٣ الترمذي: صفة القيامة والرقائق والورع (٢٤٣٧) , وابن ماجه: الزهد (٤٢٨٦) , وأحمد (٥/٢٥٠ ,٥/٢٦٨) .
٤ أحمد (١/٦) .

<<  <   >  >>