للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقد أخرجه أبو عوانة عن طريق يونس بن عبد الأعلى وهو من شيوخ مسلم

قال: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى (١)، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ (٢):

أَنَّ مَالِكًا (٣) أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

«إِذَا قَالَ رَجُلٌ لأَخِيهِ: كَافِرٌ، فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا» (٤).

* * *

[ومثال آخر]: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا كَفَّرَ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا» (٥).

* * *

رواه أبو عوانة في "مستخرجه" عن عبد الرحمن بن بشر وهو من شيوخ مسلم، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ (٦)، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ (٧)، عَنْ أَيُّوبَ (٨)، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ كَفَّرَ أَخَاهُ فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا" (٩).

وأيضًا روَى عن محمد بن إسحاق الصَّاغَاني، وهو من شيوخ مسلم، أحاديثَ كثيرةً في مسنده.

* * *


(١) هو يونس بن عبد الأعلى بن ميسرة بن حفص بن حيان الصدفي، أبو موسى المِصْرِي. نعته الذهبي في "السير" (١٢/ ٣٤٨) بقوله: الإمام شيخ الإسلام، المقرئُ الحافظ، ولقد كان قُرَّةَ عَيْنٍ، مُقَدَّمًا في العلم والخير والثِّقة. وقال: قرأ القرآن على وَرْشٍ صاحب نافع. وَكان من كبار العلماء في زمانه، وَكان كبير المعدِّلين والعلماء في زمانه بمصر، وثقه النسائيّ وأبو حاتم، ورفع من شأنه.
وفي "تقريب التهذيب" ص (٦١٣) قال: ثقة، من صغار العاشرة، مات سنة أربع وستين، وله ست وتسعون سنة (م س ق). وفي "تهذيب التهذيب" (١١/ ٤٤٠) قال ابن حجر: قلت: وكان إمامًا في القراءات قرأ على ورش وغيره، وقرأ عليه بن جرير الطبري وجماعة، وقال أبو عمر الكندي: كان فقيرًا شديد التقشف مقبولًا عند القضاة. قال يحيى بن حسان: يونسكم هذا من أركان الإسلام. قال أبو عمر: كان يستسقى بدعائه. وقال مسلمة بن قاسم: كان حافظًا.
(٢) هو عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم أبو محمد المصري الفقيه. وفي "السير" (١٦/ ٢٧٧) قال أحمد: عبد الله بن وهب صحيح الحديث، يفصل السماع من العرض، والحديث من الحديث، ما أصح حديثه وأثبته. قيل له: أليس كان يسيء الأخذ؟ قال: قد يسيء الأخذ، ولكن إذا نظرت في حديثه، وما روى عن مشايخه، وجدته صحيحًا. وثقه ابن معين، وأبو زرعة، والعجلي وقال: صاحب سنة رجل صالح صاحب آثار. وقال أبو أحمد ابن عدي: وعبد الله بن وهب من أجلة الناس، ومن ثقاتهم، وحديث الحجاز ومصر وما والى تلك البلاد، يدور على رواية ابن وهب، وجمعه لهم مسندهم ومقطوعهم، وقد تفرد عن غير شيخ بالرواية عنهم مثل عمرو بن الحارث وحيوة بن شريح ومعاوية بن صالح، وسليمان بن بلال وغيرهم من ثقات المسلمين ومن ضعفائهم، ولا أعلم له حديثًا منكرًا إذا حدث عنه ثقة من الثقات.
وفي "تهذيب الكمال" (١٦/ ٢٧٧) قَال يُونُس بن عبد الأعلى عن هارون بن عبد الله الزُّهْرِيّ: كان الناس يختلفون فِي الشيء عن مالك، فينتظرون قدوم ابن وهب حَتَّى يسألوه عنه.
وفي "تهذيب التهذيب" قال ابن حجر: وقال أبو عوانة في كتاب الجنائز من "صحيحه" قال أحمد بن حنبل: في حديث ابن وهب عن ابن جريج شيء. قال أبو عوانة: صدق، لأنه يأتي عنه بأشياء لا يأتي بها غيره.
وقال ابن سعد: عبد الله بن وهب كان كثير العلم ثقة فيما قال حدثنا وكان يدلس.
وفي التقريب" قال: ثقة حافظ عابد، من التاسعة، مات سنة سبع وتسعين [ومائة] وله اثنتان وسبعون سنة (ع).
ترجمته في: "السير" (٩/ ٢٢٣)، "تهذيب الكمال" (١٦/ ٢٧٧)، "تهذيب التهذيب" (٦/ ٧١)،"الجرح والتعديل" (٥/ ١٨٩)، "التقريب" ص (٣٢٨).
(٣) هو مالك بن أنس بن مالك المدني (ع). نعته الذهبي في "السير" بقوله: هو شيخ الإسلام، حجة الأمة، إمام دار الهجرة، أبو عبد الله. وقال ابن حجر في "التقريب": الفقيه إمام دار الهجرة، رأس المتقنين، وكبير المتثبتين حتى قال البخاري: أصح الأسانيد كلها مالك عن نافع عن ابن عمر. انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء" (٨/ ٤٨)، "تهذيب الكمال" (٢٧/ ١١٧)، "تقريب التهذيب" ص (٥١٦).
(٤) أبو عوانة (٥٢).
(٥) مسلم (٦٠).
(٦) هو عبد الرحمن بن بشر بن الحكم العَبْديّ النيسابورِيّ. نعته الذهبي في "السير" بقوله: المحدِّث الحافظ، الجواد الثِّقة الإمام، وقال ابن أبي حاتم: كتب إليّ ببعض فوائده، وكان صدُوقًا ثقة. وقال يحيى القطَّان: ما حدّثكم عنِّي هذا الصبيُّ فصدِّقوه، فإنه كيّس. انظر"رجال صحيح مسلم"لابن منجويه (ت ٩٠١)،
و"تهذيب الكمال" (١٦/ ٥٤٥)، و"سير أعلام النبلاء" (١٢/ ٣٤٠)،و"تهذيب التهذيب" (٦/ ١٤٤).
(٧) هو سفيان بن عُيَيْنَة بن أبي عمران ميمون الهلاليُّ. قال علي بن المديني: ما في أصحاب الزُّهْرِيّ أتقن من ابن عُيَيْنَة. وقال أحمد بن عبد الله العجلي: سفيان بن عُيَيْنة كوفي ثقة، ثبْت فِي الحديث، وكان بعض أهل الحديث يقول: هو أثبتُ الناس في حديث الزُّهْرِيّ، وكان حسن الحديث، وكان يُعدّ من حُكماء أصحاب الحديث، وكان حديثه نحوًا من سبعةِ آلاف، ولم تكن له كتب. وقال مجاهد بن موسى: سمعت ابنَ عُيَيْنَة يقول: ما كتبت شيئًا قط إلا شيئًا حفظته قبل أن أكتبه. وقال الشافعي: لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز. وقال يحيى بن سعيد: سُفْيَان إمام اليوم منذ أربعين سنة. وقال ابن وهب: ما رأيت أحدًا أعلم بكتاب الله من ابن عُيَيْنَة. وقال ابن حبان في "الثقات": كان من الحفّاظ المتقنين وأهل الورع والدين.
نعته الذهبي بقوله: الإمام الكبير، حافظ العصر، شيخ الإسلام، أبو محمد الهلاليّ، وطلب الحديث وهو حدث، بل غلام، ولقي الكبار، وحمل عنهم علمًا جمًّا، وأتقن وجوَّد وجمع وصنف، وعُمِّرَ دَهْرًا، وازدحم الخلق عليه، وانتهى إليه عُلُوُّ الإسناد، ورحل إليه من البلاد، وألحق الأحفاد بالأجداد. وسفيان حجة مطلقًا، وحديثه في جميع دواوين الإسلام. وكان سفيان صاحب سُنَّة واتّباع. وفي "التقريب": ثقة حافظ فقيه إمام حجة إلا أنه تغير حفظه بآخرة ... مات في رجب سنة ثمان وتسعين، وله إحدى وتسعون سنة.
انظر: "تهذيب التهذيب" (٤/ ١١٧)، و"السير" (٨/ ٤٥٤)، و"تهذيب الكمال" (١١/ ١٧٧)، و"التقريب" ص (٢٤٥).
(٨) هو أيوب بن أبي تميمة، واسمه كيسان، السختياني، أبو بكر البصريّ. قال البخاري عن علي ابن المديني: له نحو ثمان مئة حديث. وقال ابن علية: حديثه ألفا حديث، فما أقل ما ذهب علي منها. وقال شعبة: كان سيد الفقهاء. وقال سفيان بن عُيَيْنَة: ومن كان أطلب لحديث نافع وأعلم به من أيوب؟! وقال يحيى بن معين: أيوب ثقة، وهو أثبت من ابن عون. وقال أبو حاتم: سئل ابن المديني: من أثبت أصحاب نافع؟ قال: أيوب وفضله، ومالك وإتقانه، وعبيد الله وحفظه. وقال ابن سعد: كان ثقة ثبتًا في الحديث جامعًا كثير العلم حجة عَدْلاً. وقال أبو حاتم: هو ثقة لا يُسأل عن مثله. وقال النَّسائي: ثقة ثبت. وقال في "التقريب": ثقة ثبت حجة من كبار الفقهاء العباد، من الخامسة، مات سنة إحدى وثلاثين ومائة، وله خمس وستون (ع).
انظر ترجمته في: "تهذيب التهذيب" (١/ ٣٩٧)، و"السير" (٦/ ١٥)، و"تهذيب الكمال" (٣/ ٤٥٧)، و"التقريب"
ص ١١٧.
(٩) أخرجه أبو عوانة (٤٩).

<<  <   >  >>