يعلمه إلا الله تعالى. وأما ابن رجب، فإنه كان زاهداً ورعاً أيضاً، لكن بلغني أنه ما عمل كتابه إلا حمية، وذلك أنه كان متباغضاً هو وأولاد مفلح والحنابلة المقادسة، فعمل هذا الكتاب لأجلهم، وبلغني أنه كان شخص يقال له «الحريري»، وكان حنبلياً، وكان يفتي بهذا، فأذاه ابن رجب وضربه».
كما جرت للدوالبي على زماننا كما تقدم، والذي يظهر أن أولاد مفلح والحنابلة المراودة، والذين كانوا على زمانه كانوا يفتون بهذا، وهذا الذي فعله لا يجوز له، فإن أحداً لا يجوز له أن يلعب في دين الله لأجل معاداة الغير. والله أعلم.
ثم قال الجد في هذا الكتاب:«فصل: وقد أجهدت نفسي في هذه المسألة، وأطلت النظر فيها من نحو العشرين سنة، ولا سيما في هذا الوقت بسبب ما وقع من الرجل الظالم في حق الرجل الصالح فيها»، قلت: وأظن الرجل الظالم ابن رجب، والرجل الصالح الحريري.
ثم قال:«ووددت أن أجد في شريعة الإسلام نصاً يصح الاعتماد عليه والاحتجاج به بين يدي الله في موقف القيامة، على صحة المنقول في المذاهب، من القول بوقوع الطلاق الثلاث جملة».
ثم قال في آخر هذا الكتاب: «فصل: وقد ألجأني الغضب لله -سبحانه وتعالى-، ولرسوله في هذه المسألة، ولنفسي أيضاً، واللجاج من حدة النفس إلى أن جعلت على نفسي جعالة شرعية ألف درهم لمن يعرف