للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لِما عند أهل الكتاب" (١). و"في ذلك تشريفٌ للنبي - صلى الله عليه وسلم - وللرسل السابقين" (٢)، وتقرير لوَحْدة العقيدة والرِّسالة.

وفيه التعريضُ بالتهديد للمشركين المكذِّبين بالرِّسالة والبَعْث، وتسليةٌ للرَّسول - صلى الله عليه وسلم -، وتثبيتٌ لقلبه، بأنه ليس بدعًا من الرُّسل، بل هو رسولٌ قد خلت من قبله الرُّسل (٣)، لأن "المصيبة إذا عمَّت هانت" (٤).

وفي الآية دلالةٌ على "أن الاشتراك في العمل يوجب الاشتراك في الجزاء" (٥)، وفي هذا دعوةٌ إلى الاعتبار والاتعاظ ممن قصَّ الله علينا نبأهم بالحق؛ فنعلم سنةَ الله الأزليَّة الكونيَّة في نصره رسلَه، وتعذيبه المكذِّبين، وأن العاقبة للمتقين، والبوار والخزي على الظالمين.

{أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ}: هذه الآية واردةٌ في "تقرير المعاد"، والرد على شُبهة المشركين في إحالة البَعْث، ففيها "الاستدلال بقدرة الله سبحانه على الخَلْق الأول، على قدرته على إعادة الخَلْق وإحياء الموتى والبَعْث في القيامة الكبرى" (٦). "لأن الإعادة لا يمكن أن تكون أصعب من البَدء" (٧).

وفي هذا إنكار على مُنكِري البَعْث، واتِّهام لمداركهم بالضَّحالة والسطحيَّة، و"تَوَرُّكٌ عليهم وتحميقٌ لهم وتوبيخٌ لهم" من إحالتهم البَعْث (٨).


(١). الفوائد، لابن القيم (ص ١٠).
(٢). التحرير والتنوير، لابن عاشور (٢٦/ ٢٩٧).
(٣). معارج التفكر، للميداني (٣/ ٧٤).
(٤). نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، للبقاعي (١٨/ ٤١٤).
(٥). تفسير حدائق الروح والريحان، لمحمد الأمين الهرري (٢٧/ ٤٣٦).
(٦). انظر: المستدرك على مجموع الفتاوى (١/ ٨٩)، والنبوات، لابن تيمية (٢/ ٦٧٨).
(٧). أضواء البيان، للشنقيطي (٧/ ٦٨٦).
(٨). التحرير والتنوير، لابن عاشور (٢٦/ ٢٩٨).

<<  <   >  >>