وأتى والدينُ إلى تَلَفٍ ... فتَلافَى الدينَ يُجدِّده
ما أَوقده العُدوان غدا ... يُطفيه العدلُ ويُخمده
وكأنَّ عِداه وصارمَه ... ليلٌ والصُّبحُ يُبدِّده
قُبضتْ أيدي الكُفَّارِ به ... لما بُسطت فيهم يدُه
ولابن سكن في حَبّ المُلوك وأحسنَ ما شاء:
ودَوحٍ تَهَدَّلَ أغصانُهُ ... رَعى الطَّرفَ من حُسنه ما اشتهَى
فما احمرَّ منه فُصوصُ العقي ... قِ وما اسودَّ منه عُيونُ المَها
وقد قال فيه أبو عمر أحمد بن عبد الله بن حربون، وأهداه:
خذوا باكورةَ الثمرِ الغريبِ ... تُحدِّثكم عن الألمى الشنيبِ
وما حَبُّ الملوك بعثتُ لكنْ ... بعثتُ إليكمُ حَبّ القلوب
وحكى بعض الأدباء أن ابن سكن هذا كان بمجلس أُنس على نهر شِلْب بالجسر بحيث ينصبُّ النَّهر السلسال في البحر العجَّاج، وينساب العذب الزلال في الملح الأُجاج، وقد تعرَّضتْ هناك إحدى الجواري لجواز الجسر، وذكَّرته عيونَ المها بين الرُّصافة والجسر، فلما بصُرتْ به رجعت عن وجهها، وسترت ما ظهر من محاسن وجهها، فقال:
وعقيلةٍ لاحتْ بشاطئِ نهرها ... كالشَّمس طالعةً لدى آفاقِها
فكأنَّها بلقيسُ وافت صَرْحَها ... لو أنَّها كشفتْ لنا عن ساقها