٦٧٢ - خبر حذيفة رضي الله عنه، وأن رجلاً من أهل الكوفة قال له: يا أبا عبد الله! أرأيتم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبتموه؟ قال: نعم؛ يا ابن أخي! قال: فكيف كنتم تصنعون؟ قال: والله؛ لقد كنا نجهد. فقال: والله؛ لو أدركناه ما تركناه يمشي على الأرض، ولحملناه على أعناقنا. قال: فقال حذيفة: يا ابن أخي! والله؛ لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخندق، وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هويَّاً من الليل، ثم التفت إلينا، فقال:((من رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم، ثم يرجع، يشرط له رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجعة، أسأل الله تعالى أن يكون رفيقي في الجنة؟)) . فما قام رجل من القوم من شدة الخوف وشدة الجوع وشدة البرد، فلما لم يقم أحد؛ دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يكن لي بد من القيام حين دعاني، فقال:((يا حذيفة! اذهب؛ فادخل في القوم، فانظر ماذا يصنعون، ولا تحدث شيئاً حتى تأتينا)) . قال: فذهبت، فدخلت في القوم، والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل، ولا تقر لهم قدراً ولا ناراً ولا بناء، فقام أبو سفيان، فقال: يا معشر قريش! لينظر امرؤ من جليسه. قال حذيفة: فأخذت الرجل الذي كان إلى جنبي، فقلت: من أنت؟ قال: فلان بن فلان. ثم قال أبو سفيان: يا معشر قريش! إنكم والله؛ ما أصبحتم بدار مقام. لقد هلك الكراع والخف (يعني: الخيل والجمال) ، وأخلفتنا بنو قريظة، وبلغنا عنهم الذي نكره، ولقينا من شدة الريح ما ترون، ما تطمئن لنا قدر، ولا تقوم لنا نار، ولا