٩٦٠ - قول ابن إسحاق: وكان بلال مولى أبي بكر رضي الله عنهما لبعض بني جمح، مولداً من مولديهم، وكان صادق الإسلام، طاهر القلب، وكان أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح يخرجه إذا حميت الظهيرة، فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة، ثم يأمر بالصخرة العظيمة، فتوضع على صدره، ثم يقول له: لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى. فيقول وهو في ذلك البلاء: أحد أحد.
حتى مر به أبو بكر الصديق رضي الله عنه يوماً، وهم يصنعون ذلك به، وكانت دار أبي بكر في بني جمح، فقال لأمية بن خلف: ألا تتقي الله في هذا المسكين؟! حتى متى؟! قال: أنت الذي أفسدته؛ فأنقذه مما ترى. فقال أبو بكر: أفعل؛ عندي غلام أسود أجلد منه وأقوى على دينك أعطيكه به. قال: قد قبلت. قال: هو لك. فأعطاه أبو بكر الصديق رضي الله عنه غلامه ذلك وأخذه وأعتقه.
ثم أعتق معه على الإسلام قبل أن يهاجر إلى المدينة ست رقاب، بلال سابعهم: عامر بن فهيرة (شهد بدراً وقتل يوم بئر معونة شهيداً) ، وأم عبيس، وزنيرة (وأصيب بصرها حين أعتقها، فقالت قريش: ما أذهب بصرها إلا اللات والعزى! فقالت: كذبوا وبيت الله؛ ما تضر اللات والعزى وما تنفعان، فرد الله بصرها) ، وأعتق النهدية وابنتها، وكانتا لامرأة من بني عبد الدار، فمر بهما وقد بعثتهما سيدتهما بطحين لها، وهي تقول: