للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهكذا صنع أبو رية وغيره ممن قاموا بحملات التشكيك والطعن في الصحابة إلاَّ أنَّ أبا رية كان الحظ الأوفر منها.

وقد أطرى كتابه بقوله: «وهذه الدراسة الجامعة التي قامت على قواعد التحقيق العلمي، هي الأولى في موضوعها لم ينسج أحد قبلي على منوالها».

نعم لقد صدق وهي الأولى في موضوعها وأسلوبها خلطًا وكذبًا وَتَجَنِّيًا ولم ينسج أحد من قبل على منوالها.

«ولا أدري إنْ كان من قواعد التحقيق العلمي التي لم ينسج أحد من قبل على منوالها أنْ يكون مُدَّعِي العلم قليل الأدب بذيء الكلام، شنيع التهجم على من يتصدى لتاريخهم أو على من قد يتصدون للرد عليه في المستقبل؟ ولكن الذي أدريه أن رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: «الحَيَاءُ مِنْ الإِيمَانِ، وَالإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَالبَذَاءُ مِنْ الجَفَاءِ وَالجَفَاءُ فِي النَّارِ» ولا أدري إِنْ كان «أبو رية» يطعن في هذا الحديث لأنه مِمَّا رواه أبو هريرة - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -، فإليه حديثا آخر يرويه زيد بن طلحة بن ركانة عن النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا وَخُلُقُ الإِسْلاَمِ الْحَيَاءُ» وصدق رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (١). وسوف ينال أبو رِيَّةَ جزاء فعله ما يستحق عند الله يوم القيامة (٢).


(١) " السُنَّة ومكانتها في التشريع الإسلامي ": ص ٤٣، ٤٤.
(٢) صدر في الرد على أبي رية كتب منها " ظلمات أبي رية أمام أضواء على السُنَّة المحمدية " للشيخ محمد عبد الرزاق حمزة و " الأنوار الكاشفة لما في كتاب أضواء على السُنَّة من الزلل والتضليل والمجازفة " للشيخ عبد الرحمن المعلَّمي اليماني والدكتور مصطفى السباعي في كتابه الراجع " السُنَّة ومكانتها في التشريع الإسلامي " و " دفاع عن السُنَّة " للدكتور محمد أبو شُهبة.

<<  <   >  >>