للعبادة، أقام بمسجد سعد الدولة من الشرف الذي عليه الآن قلعة الجبل، ثم تحول منه إلى مسجد الرديني الموجود الآن بداخله قلعة الجبل، وكانت كلمته مقبولة عند الملوك، توفي سنة أربعين وخمسمائة، ودفن بالقرافة قريبا من سارية شرقي قبر الكيزاني، وعرف قبره بإجابة الدعاء، وجرّب ذلك.
وفي كتاب «مصباح الدّياجي» أن معن بن زيد بن سليمان نام عند قبر الرديني، وكان عليه دين مبلغ عشرة آلاف درهم، فرآه في النوم، فشكى إليه ذلك، فقال: قل اللهم بما كان بينك وبين عبدك الرّديني، إلا ما قضيت ديني، فاستيقظ وسأل الله ذلك، فأتاه شخص وقال: أنت الذي شكوت للشيخ ثقل الدين؟ قال: نعم. فدفع إليه عشرة آلاف درهم.
وأنه بلغ الشيخ أبا عمرو عثمان بن مرزوق بن حميد بن سلامة الحوفي الحنبلي، أن الرّديني ينكر على أصحابه، فعزم على أن يسير إليه في غدو معه جماعته، فلما كان في الليل وهو على سطح داره، إذا برجل سقط عليه من الهواء وقال: أنا الرديني، جئت إليك قبل أن تأتيني، فقال: إنما أكلم من يأتي على رجليه، وأما من أعطى هذه المكانة فلا أكلمه بما يكره. وتوفي أبو عمرو الحوفي سنة أربع وستين وخمسمائة وقد جاوز سبعين سنة.
ذكره المقريزي في «المقفى».
٣٧٨ - علي بن المسلم بن محمد بن علي بن الفتح أبو الحسن السّلمي الدمشقي الشافعي الفرضيّ جمال الإسلام (١).
قال ابن عساكر: كان عالما بالتفسير والأصول والفقه والتذكير والفرائض والحساب، وتعبير المنامات، تفقه على القاضي أبي المظفر عبد الجليل بن عبد