للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأخذ اللغة والأدب عن والده، ثم عن قوام الدين عبد الله بن محمود وغيرهما من علماء شيراز، ثم دخل بغداد فأخذ عن تاج الدين محمد بن السباك، وقرأ عليه «المشارق» للصغاني، ثم ارتحل إلى دمشق، فأخذ بها على أكثر من مائة شيخ منهم التقي السبكي، ودخل القدس فقطن به نحو عشر سنين، وولي به تداريس وتصادير، وظهرت فضائله، وكثر الآخذون عنه، فكان ممن أخذ عنه الصلاح الصفدي، وأوسع في الثناء عليه.

ثم دخل القاهرة، فكان ممن لقيه بها الجمال الإسنوي، والبهاء بن عقيل، وابن هشام، والعز بن جماعة، وابن نباتة، وغيرهم.

وجال في البلاد الشمالية والمشرقية، ودخل الروم والهند، ولقي جمعا من الفضلاء، وحمل عنهم شيئا كثيرا، وسمع الكثير من مشايخ العراق والشام ومصر وغيرها.

ومن مروياته الكتب الستة، و «سنن البيهقي»، و «مسند الإمام أحمد»، و «صحيح ابن حيان».

وقرأ «صحيح مسلم» بدمشق على ناصر الدين محمد بن جهبل في ثلاثة أيام تجاه نعلي النبي صلى الله عليه وسلم، وتكررت مجاورته بمكة، وابتنى بها دارا على الصفا عملها مدرسة للأشرف صاحب اليمن وقرر بها مدرسين وطلبة، وفعل بالمدينة الشريفة كذلك، وله بمنى وغيرها دور.

وجال في البلاد، ولقي بها الملوك والأكابر، ونال وجاهة ورفعة، واجتمع بتمرلنك في شيراز، وعظمه وأكرمه ووصله بنحو مائة ألف درهم، وارتحل إلى مكة ثم اليمن، ودخل زبيد فتلقاه سلطانها الأشرف إسماعيل بالقبول، وبالغ في إكرامه، وصرف له ألف دينار سوى الألف التي أمر بها ناظر عدن بتجهيزه بها، واستمر مقيما في كنفه على نشر العلم، فكثر الانتفاع به، وأضاف إليه قضاء اليمن كله بعد ابن العجيل، واستمر في وظيفته إلى حين وفاته، وهي مدة تزيد على عشرين سنة.