للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان الأشرف قد تزوج ابنته لمزيد جمالها، ونال منه برا ورفعة بحيث أنه صنف له كتابا وأهداه له على أطباق، فملأها له دراهم، وفي أثناء هذه المدة قدم مكة مرارا، فجاور بها وبالمدينة النبوية والطائف، وعمل بها مآثر حسنة لو تمت.

ولم يكن قط دخل بلدا إلا وأكرمه متوليها مع المبالغة، مثل شاه منصور [بن (١)] شجاع صاحب تبريز، والأشرف صاحب مصر، والأشرف صاحب اليمن، وابن عثمان ملك الروم، وأحمد بن أويس صاحب بغداد، وتمرلنك الطاغية، وغيرهم.

واقتنى من ذلك كتبا نفيسة حتى نقل الخياط أنه سمع الناصر أحمد بن اسماعيل يقول: إنه سمعه يقول: اشتريت كتبا بخمسين ألف مثقال ذهب، وكان لا يسافر إلا وصحبته منها عدة أحمال، ومن وسع دنياه كان يدفعها إلى من يمحقها بالإسراف في صرفها.

وصنف الكثير، فمنه في التفسير «بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز» مجلدان، و «تنوير المقباس في تفسير ابن عباس» أربع مجلدات، و «تيسير فاتحة الإياب في تفسير فاتحة الكتاب» مجلد كبير، و «الدر النظيم المرشد إلى مقاصد القرآن العظيم»، و «حاصل كورة الخلاص (٢) في فضائل سورة الإخلاص» و «شرح قطبة الخشاف (٣) في شرح خطبة الكشاف».

وفي الحديث «شوارق الأسرار العلية في شرح مشارق الأنوار النبوية»


(١) من الضوء اللامع للسحاوي.
(٢) في الأصل: «الاخلاص». وأثبتنا ما في: البدر الطالع، والضوء اللامع، وكشف الظنون، وهدية العارفين، والمقفى.
(٣) في الأصل: «الحشاف». والمثبت في المقفى للمقريزي، والبدر الطالع، وهدية العارفين للبغدادي، وكشف الظنون لحاجي خليفة.