للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد استطرد المُصنِّفُ في الكلام السابق وتعرض لحديث: (أسألك بحق ممشاي هذا وبحق السائلين) وقد بينا أن هذا الحديث لا يحتج به ولا يثبت بحال من الأحوال، وعلى تقدير ثبوته فإنه لا وجه فيه للاستشهاد، لأن قوله: (بحق ممشاي وبحق السائلين) يدخل في عمل العبد نفسه، وأنه عمل المشي، وهو من جملة السائلين فهذا لا يدخل ولا يصلح دليلاً لما يستدلون به عَلَى جواز أن يقول الإِنسَان: أسألك بحق فلان؛ لأن كون الإِنسَان من جملة المجاهدين أو الحاجين أو المصلين، ويسأل الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى بذلك، هذا أقرب إِلَى أن يكون التوسل مباحاً؛ لأنه هو الذي عمل هذه الطاعة فهو يرجع في الحقيقة إِلَى النوع الثالث المباح الذي سوف نبينه إن شاء الله، وهو أن يسأل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بالعمل الصالح، أو باتباع النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومحبته، وهذا لا خلاف في جوازه، بل هذا هو كل العبادة وهذه حقيقة العبادة، وهي ابتغاء الوسيلة إِلَى الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى.

ثُمَّ ذكر المُصنِّفُ أن هذه الأدعية البدعية توجد في الحروز والهياكل التي يكتبها الجهال والطرُّقية وسبق أن التوسل الموجود فيها هو في الحقيقة من النوع الشركي؛ لأنه توسل بأسماء مجهولة، وهي في الغالب أسماء شياطين من الجن، يتقرب إليهم أصحاب الهياكل والحروز بهذه التوسلات، وغيرها من أنواع التعبدات، في مقابل أن يقدموا لهم أي خدمة، كَانَ يدخلوا في إنسان ثُمَّ يتركوه، أو يعطوه أمراً كخبر عن غائب، المهم أن يخدموه في أي قضية من القضايا التي هي من باب الاستمتاع الذي ذكره الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى.

الدعاء من أفضل العبادات

<<  <   >  >>