ولما جَاءَ رجل وأخذ يطري فيه قَالَ:(إنما السيد الله) وينكر في مواضع كثيرة من يقرنه بالله تَعَالَى اقتراناً لفظياً فقط، والله تَعَالَى يقول: مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:٧٩-٨٠] .
فالآية تفيد أن الله تَعَالَى يقول: إنه لم يكن وما كَانَ أبداً، ولا ينبغي ولا يصح لنبي من الأَنْبِيَاء أن يقول للناس: كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ لأن الله بعثهم ليخرجوا النَّاس من الشرك إِلَى التوحيد، فهذا الرجل الأعمى إنما كَانَ يخاطب النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -يا محمد- ويكلمه لأنه بين يديه، والآن وبعد تلك القرون يقوم الرجل فيعثر فَيَقُولُ: يا محمد، أو يكتب عَلَى السيارة وعلى جدار المسجد "يا الله يا محمد" وإن أنكرت عليه استدل بحديث الأعمى، ولا تقارب بينهما، ولو سأل النَّاس أهلَ الذكر ما وقعوا في أمثال هذه الأغلاط الجسيمة.