للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قَالَ: [وهذا] أي: إن كلامي هذا عندما قلت: إنه ضار [إذا سمعته من محدث، أو حشوي] والحشوية: هم الذين ليس عندهم حشو الكلام وهم ينبزون علماء الحديث بهذا [ربما خطر ببالك أن النَّاس أعداء ما جهلوا] أي: هَؤُلاءِ علماء حديث ما عندهم إلا قال الله وقال رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعن فلان عن فلان، فلان ضعيف، وفلان ثقة، ما عندهم شيء،..فلذلك لا تستغرب أنه يَذُّم علم الكلام، ويذم علم الفلسفة.

قَالَ: [فاسمع هذا ممن خبر الكلام ثُمَّ قاله بعد حقيقة الخبرة، وبعد التغلغل فيه، إِلَى منتهى درجة المتكلمين] كَانَ يقول: فَخُذْ عني فأنا متأكد، وقد خبرت كل هذا، فقد بلغت إِلَى منتهى درجة المتكلمين، إذاً: وصل إِلَى منتهى درجة المتكلمين [وجاوز ذلك إِلَى التعمق في علوم أخرى تناسب علم الكلام] يقول: أنا كذلك الآن جاوزت إِلَى التعمق في علوم أخرى، في الباطنية، وفي الفلسفة، وفي التصوف، فتعمق حتى قال كما في المنقذ من الضلال: "وجدت علم الكلام علماً وافياً بمقصوده غير وافٍ بمقصودي" أي أن هذا العلم في ذاته عَلَى قدر أهله يكفي؛ لكنه بالنسبة لرغبتي غير كافٍ لها لأنه يقول: أنا أريد اليقين وأبحث عنه، لكن مقصود هذا العلم الجدال والنزاع وإثارة القضايا والإستنباطات؛ لأنه علم كامل، يغرق فيه الإِنسَان، فوجدته كافياً بمقصوده غيركافٍ بمقصودي، ثُمَّ يقول: "وجاوز ذلك إِلَى التعمق في علوم أخرى تناسب علم الكلام: وتحقق أن الطريق إِلَى حقائق المعرفة من هذا الوجه مسدود " يقول: أنا تحققت أن الطريق ومعرفة الحق عن طريق علم الكلام مسدودة.

<<  <   >  >>