للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجعلها من صفات الكمال والجلال، مقرونة بما يبهر العقول من صفات الكمال والجلال. هذا يدل على جهل وهَوَس من ينفي بعض صفات الله جل وعلا بالتأويل.

ثم اعلموا أن هذا الشيء الذي يقال له: التأويل، الذي فَتَنَ اللَّهُ به الخلق، وضل به الآلاف المؤلَّفة من هذه الأمة، اعلموا أن التأويل يطلق في الاصطلاح مشتركًا بين ثلاثة معان:

١ - يطلق على ما تؤول إليه حقيقة الأمر في ثاني حال. وهذا هو معناه في القرآن، نحو {ذَلِكَ خَيرٌ وَأَحْسَنُ تَأْويلًا (٥٩)} [النساء / ٥٩ {وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْويلُهُ} [يونس / ٣٩] {يَوْمَ يَأْتِي تَأْويلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ} [الأعراف / ٥٣] أي: ما تؤول إليه حقيقة الأمر في ثاني حال.

٢ - ويطلق التأويل على التفسير، وهذا قول معروف (١) كقول ابن جرير: القول في تأويل قوله تعالى كذا، أي تفسيره.

٣ - أما في اصطلاح الأصوليين؛ فالتأويل هو صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه لدليل.

وصرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه، له عند علماء الأصول ثلاث حالات:

أ- إما أن يصرفه عن ظاهره المتبادر منه لدليل صحيح من كتاب أو سنة، وهذا النوع من التأويل صحيح مقبول لا نزاع فيه. ومثال هذا


(١) في الأصل: "تأويل"، وهو سبق لسان.

<<  <   >  >>