الثاني منها: المثل العليا في أعمال وأخلاق العاملين بمثل التشريع العليا.
الثالث منها: المثل العليا أعني الصفات الكاملة في جزاء أولئك العاملين بمثل التشريع العليا يوم القيامة. وسنمثل لكل واحد منها بأمثلة يُعْلَم منها نظائرها.
أما الأول منها: وهو التشريع، فلا يخفى أن تشريع خالق السموات والأرض جارٍ على أكمل الوجوه وأبدعها وأحسنها وأتمها، ومعلوم أن المصالح التي يدور حولها التشريع السماوي ثلاث وهي:
١ - درء المفاسد، المعبَّر عنه في الأصول بالضروريات.
٢ - وجلب المصالح، المعبَّر عنه في الأصول بالحاجيات.
٣ - والجري على مكارم الأخلاق وأحسن العادات، المعبَّر عنه في الأصول بالتحسينات والتتميمات.
ومعلوم أن الضروريات ست، وهي: دَفْع الضر عن الدين، وعن النفس، وعن العقل، وعن النسب، وعن العرض، وعن المال.
ولا شك أن صيانة دين الإسلام لهذه الست بما شَرَع فيه من الزواجر الرادعة عن انتهاك حرمتها صيانة واقعة موقعها جارية على أكمل الوجوه وأتمها، وقد فصلنا الآيات الموضحة لذلك في بعض المحاضرات السابقة وسنلم بذلك هنا إلمامة خفيفة.
أما الدين: فقد جاءت آيات وأحاديث بالمحافظة عليه، كقوله: